البرامج الحوارية في الأردن: خيارات عدة ومنافسة قوية

البرامج الحوارية في الأردن: خيارات عدة ومنافسة قوية

13 سبتمبر 2019
خيارات متنوعة للمشاهد (أرتور ويداك/نورفوتو)
+ الخط -
يتجوّل المشاهد الأردني، يومياً، عبر القنوات الفضائية المحلية لمتابعة البرامج الحوارية خلال فترة المساء التي يقدمها نخبة من الإعلاميين الأردنيين، بأساليب مختلفة وحلقات متنوّعة وبسقوف متفاوتة، بحسب مواضيعها، ما يجعل المتابع للشأن المحلي الأردني في حيرة من أمره في رصد البرنامج الأنسب الذي يناقش القضية الأكثر تفاعلاً على الساحة المحلية.
السهرة البرامجية تبدأ في تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت الأردن، حيث يعرض التلفزيون الرسمي الأردني برنامجاً حوارياً بعنوان "الأردن هذا المساء" مدته ساعة، يتناوب على تقديمه بشكل يومي الإعلاميين مأمون مساد وحازم رحاحلة. وفي تمام الساعة 8:00 يعرض تلفزيون "المملكة" برنامجاً يحمل اسم "صوت المملكة"، ويقدمه الإعلامي عامر الرجوب، والذي يفتتحه بمقدمة جريئة يهاجم فيها الجهات المقصرة. وفي منتصف توقيت برنامج الرجوب تطل علينا فضائية "رؤيا" المحلية في تمام الساعة 8:30 بالبرنامج الحواري الأقدم "نبض البلد" والذي يقدمه المحاور الشرس، كما يُعرف في الوسط الإعلامي، محمد الخالدي. وفي منتصف توقيت برنامج الخالدي، يبدأ برنامج الإعلامي فارس الحباشنة "عين على الحدث" من نافذة فضائية "الأردن اليوم" وذلك في تمام الساعة 9:00.
4 برامج حوارية تُدخل المشاهد الأردني في حالة من الحيرة، بانتظار الضيف الأكثر شغفاً وصاحب السقف الأعلى، وذلك بحثاً عن التشويق والاستقطاب الجماهيري وسط ازدحام هذه البرامج.
وتقول عضوة مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين هديل غبون، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وجود برامج حوارية عديدة اليوم في الإعلام المحلي الأردني، أسّس أفقاً جديداً للمتلقي للحصول على المعلومة والمعرفة وسط أجواء من التنافسية، خاصة عندما تتعلق القصة بحدث وطني يتصدر اتجاهات الرأي العام".
وتضيف غبون "وجود هذه البرامج فرض حالة إيجابية لاستفزاز المسؤولين في مختلف مواقعهم للإدلاء بالمعلومات التي تعتبر "حقا للجمهور" بدلاً من التواري خلف الروايات الرسمية المعلبة في بيانات وتصريحات، عبر الأدوات الحكومية. والبث المباشر بحد ذاته لا يخضع للفلترة، ما يعني مساحة أرحب لحرية الرأي".
وتؤكد غبون أنه ليست لدينا أدوات قياس لمعرفة فيما إذا كانت هذه البرامج تحقق "الدور التنموي" السياسي والاجتماعي والفكري في المجتمع وهو هدف أساسي للإعلام. وتقول "ربما من الملاحظات التي يمكن أن أسجلها على هذا النوع من البرامج أيضاً، نزوح البعض نحو "الشعبوية" وعدم إيلاء "المرأة" دورا محوريا في التقديم والاستضافة بشكل منهجي حرفي". وتضيف "الملاحظة الأخيرة التي لابد من الالتفات إليها، برأيي الشخصي، أنا مع مزيد من البرامج الحوارية المفتوحة للجمهور، لكن عبر وسائل إعلام مستقلة أو شبه مستقلة غير محسوبة على السلطات الرسمية، لضمان مزيد من حرية الرأي والتنوع، لأننا اليوم نشهد استحداث أدوات إعلامية لكل مؤسسة رسمية، ما يعني قوة حضور الرواية الرسمية للأحداث أو توظيفها وصعوبة مواجهتها أحياناً عبر الإعلام المستقل". 
من جانبه، يقول الإعلامي صدام راتب المجالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "البرامج الحوارية التلفزيونية الأردنية ضيف رئيسي في بيوت الأردنيين كل مساء، وتلقى متابعة عالية لما تتناوله من قضايا محلية سياسية واقتصادية تمس حياة المواطنين وتتلمس همومهم". ويضيف "المشهد الإعلامي الأردني اليوم ثري بوسائل إعلامية متعددة تعيش حالة منافسة شديدة في ما بينها، ما انعكس إيجابا على نوعية الوجبة الإعلامية اليومية المقدمة للمشاهد، وقد استطاعت هذه المحطات استقطاب كوادر إعلامية مدربة وكفؤة ذاع صيتها واختلفت درجة متابعتها في أوساط الأردنيين". 
وعن معيار نجاح البرامج، يقول "إن معيار نجاح هذه البرامج لدى الأردنيين مرتبط بقدرتها على كسر تابوهات كان محرما على وسائل الإعلام الحكومية الرسمية الاقتراب منها في السابق، كما أن نوعية ضيوف هذه البرامج أصبحت مختلفة، فهم يمثلون اليوم اتجاهات وتيارات مختلفة تعبر عن آرائها وأفكارها وتدخل في مناظرات يومية أمام المتابعين الذين باتوا أيضا شريكاً هاماً في محتوى البرامج وذلك بإفراد حيز مناسب لنقل آرائهم ومداخلاتهم". ويرى أنّ "هناك قفزة نوعية في مستوى هذه البرامج ساهمت وتساهم في نقل الأخبار وتحليلها والتفاعل معها، لكن علي الاعتراف أنها ورغم تطورها فما زالت تقبع في خانة المحلية ولم تستطع إلى الآن الانطلاق للقضايا الإقليمية والمنافسة الجادة للمحطات الفضائيات العربية على مستوى الإقليم".

دلالات