آكلون على كل الموائد: إعلاميو مصر ينقلبون على شفيق

آكلون على كل الموائد: إعلاميو مصر ينقلبون على شفيق تقرباً للسيسي

02 ديسمبر 2017
هجوم حادّ من أذرع السيسي الإعلامية على شفيق (Getty)
+ الخط -
"ده لحم كتافه من خيره"، هكذا يقول المصريون في أحد أمثالهم الشعبية، عند الحديث عمن ينقلبون على "أولياء نعمتهم"، وهو ما ينطبق أخيراً على حالة الإعلامي عبد الرحيم علي، الذي حوّل الموقع الإلكتروني، التابع لصحيفته، إلى بوق للهجوم على المرشح الرئاسي المحتمل، أحمد شفيق، متناسياً ما تلقّاه من دعم مادي ضخم من الإمارات، خلال السنوات الخمس الماضية، فقط لعلاقته المقربة من الأخير.

لم يكن يتخيّل أحد من المعنيين بالشأن العام في مصر أن يخرج عبد الرحيم ليهاجم شفيق بهذه الضراوة، في مقال منشور له بموقع "البوابة نيوز"، الجمعة، في ظل العلاقة الوطيدة التي تجمعهما، متهماً فيه رئيس الوزراء الأسبق بتوظيفه من جماعة "الإخوان المسلمين"، وحلفائها، لتمزيق وحدة المصريين، والزعم بأن الشعب سيلتهمه حيّاً لو مضى في ترشحه بمواجهة الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي.

وقال عبد الرحيم إن "الشعب المصري لن ينسى هروب شفيق إلى الإمارات، عوضاً عن تقدم الصفوف في مواجهة حكم الإخوان (الرئيس محمد مرسي)"، وإنه "اختار السير على دماء الشهداء بإعلان ترشحه على قناة (الجزيرة) الفضائية، ليُسيء إلى من أكرموه بإيعاز من القطريين"، معتبراً سفره إلى الخارج بحجة العمرة في عام 2012 "عملاً جباناً".

وأضاف عبد الرحيم أن "كل المعلومات الموجودة لدى الجميع في الإمارات، أو في مصر، تُشير بوضوح إلى اتصالات شفيق - عبر وسطاء - مع القطريين، والإخوان"، معتبراً أن "فرنسا كانت محطة اللقاء الأول بين وبين القطريين، بعدما عضّ اليد التي امتدت له في أحلك اللحظات، لتقيله من عثرته، وتؤمن روعه، وتستر عرضه، وتُنفق عليه بسخاء".

إلى ذلك، قال مصدر نيابي بارز، لـ"العربي الجديد"، إن رئيس البرلمان، علي عبد العال، تراجع عن قراره غير المُعلن بمنع دخول عبد الرحيم إلى مقر مجلس النواب، بعد إلحاحه في الاعتذار عما بدر من هجوم في صحيفته على أداء البرلمان، ونوابه، بعد أن استشعر خطر الحديث عن إسقاط عضويته، التي دفع من أجلها بضعة ملايين من الجنيهات على الدعاية، وشراء أصوات الناخبين.

ففي سبتمبر/ أيلول الماضي، تقدّمت مجموعة من النواب بمذكرة إلى رئيس البرلمان، تطالب بتحويل عبد الرحيم إلى لجنة القيم، إيذاناً ببدء إجراءات إسقاط العضوية، رداً على تهكم صحيفته على عدد منهم، بالتزامن مع حملة إعلامية في صحف حكومية تتهمه بامتلاك ثروة مالية طائلة، غير معلومة المصدر، على الرغم من بدايته المتواضعة كصحافي لا يكاد يملك قوت يومه.

بدوره، افتتح رئيس تحرير صحيفة "الدستور" اليومية، محمد الباز، مقدمة عدد اليوم بالقول إن "شفيق يراوغ منذ اللحظة الأولى، بعد هروبه من مواجهة خصمه، والطعن في الإمارات، بعد أن احتمى ببيتهم"، مشيراً إلى أن "المشهد الذي بدا عليه شفيق، وهو يعلن ترشحه للرئاسة، بائس جداً، وإطلالته من القناة القطرية هو لانتحار كامل، وشهادة وفاة لكل ما يدعيه".

ونشرت الصحيفة صورة معكوسة لشفيق، تحت عنوان "اللئيم الكاذب"، فيما تابع الباز أن "شفيق يفتقد الحكمة، والوطنية في آن واحد، وما فعله جعل منه مجرد أداة لطعن هذا الوطن في ظهره"، مدعياً أن "نهايته ستكون مأساوية، بعد دخوله التاريخ من أسوأ أبوابه"، وأنه لا سبيل للتعامل معه، سوى أنه "شخص يفتقد الأهلية السياسية".

وعلى الدرب ذاته، شنّت صحف حكومية وخاصة هجوماً حاداً على شفيق، على مدار اليومين الماضيين، بإيعاز من الدائرة الاستخباراتية الموالية للسيسي، وفق مصادر مطلعة، متهمة إياه بـ"خيانة الوطن" والتحالف مع المتآمرين عليه في الداخل والخارج، بما يستوجب منعه من دخول البلاد.


المساهمون