"فتبيّنوا"... منصة أردنية للتحقق من الأخبار

"فتبيّنوا"... منصة أردنية للتحقق من الأخبار

28 يونيو 2019
يعمل 50 متطوعاً في مشروع "فتبيّنوا" (Getty)
+ الخط -
بدأ مشروع "فتبيّنوا" لمكافحة الأخبار الكاذبة عام 2015، ليكون العربيّ الرائد في مجال التوعية حول التضليل. يقول مطلق المشروع، الشاب الأردني معاذ الظاهر، إنّ الفكرة جاءت بهدف تنقية الموروث الديني من الخرافات، بالإضافة إلى تصحيح عدد كبير من الخرافات التي تنطلق على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويؤكّد الظاهر لـ "العربي الجديد" أن مشروع (#فتبينوا) انطلق منذ حوالي 4 سنوات على شبكة الإنترنت بجهد شخص واحد حتى أصبح يضم أكثر من 50 متطوعاً مقسمين على 4 فرق من 14 دولة، كما ارتفع عدد المتابعين منذ إطلاق الحلقة الأولى من برنامج #فتبينوا إلى ما يقارب نصف مليون متابع.

يُشارك "فتبيّنوا" منذ 5 سنوات في المسابقة العالمية للتحقق من الأخبار، التي تطلقها سنوياً الشبكة العالمية للتحقق من المعلومات. وهذا العام، شارك مشروع "فتبينوا لمكافحة الأخبار الكاذبة" في المسابقة العالمية للتحقق من المعلومات لعام 2019 (Global Fact Checking Award) التي أقيمت الأسبوع الماضي في جنوب أفريقيا، ضمن مؤتمر عالمي استمرّ من 19 إلى 21 الجاري، ليكون بذلك المنصة العربية الوحيدة المشاركة من بين 12 منصة إعلامية حول العالم ضمن 3 فئات.

وتمكنت "فتبينوا" من التأهل للنهائيات عن فئة المنصة الأكثر إبداعاً وتأثيراً، حيث تنافس مع أكبر الشبكات الإخبارية العالمية، منها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، "فرانس 24" و"وباجيلا بوليتيكا الإيطالية". ويعتمد الفوز بالمسابقة بشكل أساسي على تصويت الجمهور خلال الأيام الثلاثة التي تسبق يوم إعلان النتائج النهائية ضمن الفعالية.

وبيّن الظاهر، خلال عرض كلمته أمام الحضور والحكام في كايب تاون، أنّ العرب ينفقون أكثر من 5 مليار دولار سنوياً على الخرافات والإشاعات والأخبار الكاذبة، بينما ينفق العرب 1.7 مليار دولار سنوياً على البحث العلمي، وذلك وفقاً للمنتدى القومي للفكر والتنمية. وأشار إلى استطلاع "إيبسوس" السنوي الذي وجد هذا العام أنّ 86 بالمئة من مستخدمي الإنترنت وقعوا ضحية أخبار مضللة على الشبكة الإلكترونية، بينما المصريون هم الأكثر تصديقاً للخرافات والأخبار الكاذبة. وأضاف أنّ الكتب الأكثر مبيعاً عند العرب هي كتب التنجيم.

ويقول الظاهر لـ"العربي الجديد" إنّ "مشروع "فتبينوا" أقيم في أكثر المناطق تصديقاً للأخبار الكاذبة وهو مشروع شبابي كامل، ونجح واستمر أكثر من خمسة أعوام بميزانية قليلة جداً، في حين يصل الآن لـ 2 مليون مستخدم عربي شهرياً، وتتحقق من 50 خبراً شهرياً. وأضاف "فتبينوا" اليوم تنفي التنجيم والأخبار الكاذبة بتسعة أدلة علمية مختلفة.

ويشير الظاهر إلى أنّ مشروع "فتبينوا" حصل على العديد من الجوائز والتكريمات والترشيحات، واستطاع القائمون على المشروع الرد وتصحيح آلاف الخرافات والإشاعات بجهود شبابية تعمل ليلاً ونهاراً. ويضم فريق العمل شباباً من مختلف أنحاء العالم، اتجاههم ومبدأُهم الوحيد هو محاربة الخرافة، وكل شخص بالفريق له حقل معين ويبحث في المعلومات ضمن تخصصه وعن أصل الخرافة وتفنيدها استناداً الى مجلات بحثية علمية وجامعات عالمية وأطباء من جامعة هارفرد، بحسب الظاهر. ويترجم الفريق المعلومات والتقارير التي يعدها إلى ست لغات قبل نشرها، هي الإنكليزية والفرنسية والروسية والألمانية والتركية والأوردو.

ويقول الظاهر إنّه استطاع الموازنة بين دراسته للطب ومشروعه "فتبينوا"؛ وحافظ على تميزه الأكاديمي على لوحة الشرف لمدة خمس سنوات وقُبل ليصبح مدرباً طبياً في جامعة هارفرد الأميركية. ويضيف أنّ الحملة لم تؤثر على دراسته، إذ حصل أخيراً على جائزتين؛ إحداهما على مستوى الشرق الأوسط، بتقديمه بحثاً علمياً مختصاً بأمراض القلب، والخامس عالمياً في هذا المجال. ويقول: "المهمة ليست سهلة أن تعمل 50 شهراً كل يوم وليلة لتركز على هدف واحد وهو مكافحة أي خبر كاذب أو خرافة يمكن أن تؤذي عقل الناس؛ "فتبينوا" صنعت أعداء كثراً وبالمقابل أصدقاء كثراً".





المساهمون