مليونا مشاهدة لـ"زواج الوقت": "الواقع المغربي أم انحلال أخلاقي"؟

مليونا مشاهدة لـ"زواج الوقت": "الواقع المغربي أم انحلال أخلاقي"؟

04 ابريل 2017
من وثائقي "زواج الوقت" (فيسبوك)
+ الخط -

أثار الفيلم الوثائقي "زواج الوقت" الذي بثته "القناة الثانية" المغربية ضجة واسعة بين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تطرقه إلى مواضيع الحب والجنس في المجتمع المغربي، وعلاقة الحب بالزواج، بالإضافة إلى نظرة الشباب إلى الجنس خارج إطار الزواج.

وواجه الفيلم انتقادات عدة من الشارع المغربي، ووصفه المعارضون بأنه "يشجع على الانحلال الأخلاقي ويعارض قيم المجتمع المغربي"، بينما اعتبر المدافعون عن الفيلم أنه "يعكس واقع المجتمع ويكسر تابو الجنس".

وكان فيلم "زواج الوقت" قد عُرض، أول من أمس الأحد، في إطار سلسلة الأفلام الوثائقية "قصص إنسانية"، وتنتجها أو تشارك في إنتاجها "القناة الثانية". والفيلم من إخراج ليلى المراكشي، صاحبة فيلم "ماروك" (2005) الذي أثار جدلاً واسعاً حين صدوره، ومن إنتاج مخرج فيلم "الزين اللي فيك" المحظور في المغرب، نبيل عيوش.

وأشارت صفحة "قصص إنسانية" على موقع "فيسبوك"، إلى أن الفيلم جذب حوالي مليوني مشاهدة، أمس الاثنين.


تضمن الفيلم آراء عدة متعارضة، وعرض وجهات نظر أربعة أزواج من خلفيات متعددة من الرباط والبيضاء ومراكش، حول علاقة الحب بالزواج ومن السابق على الآخر.

لكن ظهرت مجموعة من الشباب في أحد المقاطع، وتحدثوا عن مضايقات الشرطة واعتقالها للأفراد بسبب تبادل القبل، وعبروا عن انزعاجهم من نظرة المجتمع إلى العلاقات خارج الزواج، وتضمن تصريح شابة حول صعوبة تأمين مكان للقاء مع حبيبها، وكيف أن "أي شيء حول الحب تجب ممارسته في الخفاء"، ما أدى إلى إثارة جدل واسع حول الفيلم.

وشنت مواقع إخبارية مغربية حملات ضد "القناة الثانية" ومخرجة الفيلم، إذ نشر موقع "هوية بريس" مقالات عدة اعتبر فيها أن البرنامج "يحرّض على الزنا والفساد العلني، ويدفع في اتجاه تحرير العلاقات الجنسية من كل القيود الدينية والعرفية والأخلاقية، ويؤصل لنظرة مادية للكون والحياة والإنسان، ويرفع بالحرية الفردية وفق المفهوم العلماني، ويزري بالأخلاق والعفة والشرف وفق كل الشرائع السماوية".

وكتب مدير أسبوعية "السبيل"، إبراهيم الطالب على موقع "فيسبوك": "القناة أعطت الفرصة للشباب المضلل الذي مسخت هذه القناة هويته؛ طيلة عقود؛ وانحرفت بفعل مكرها قناعاته؛ وفسدت بفعل القطيعة المفتعلة بينه وبين دينه أخلاقه؛ أعطت الفرصة للشباب ليعلن فجوره ويطالب بالحرية في تبادل القبلات في الشارع العام؛ والحق في ممارسة الجنس خارج إطار الزواج".


في المقابل، علّق الكاتب سعيد لكحل على الفيلم قائلاً "القناة الثانية قدمت برنامجاَ جد مهم عن علاقة الحب والعلاقات الرضائية التي يمارسها الشباب وشرائح كثيرة من المواطنات والمواطنين، مجتمع علماني وقوانين طالبانية"، عبر منشور على موقع "فيسبوك".

وأضاف لكحل "أشجع الفتيات على جرأتهن وكشفهن للممارسات التي يمارسها الكثيرون في السر ويناهضونها في العلن. القوانين لا تجاري تغير المجتمع ولا تنفتح على حركيته. متى تصير قوانيننا تساير مجتمعنا"؟



دلالات

المساهمون