الفلسطينيون يتذكّرون مواقف مرسي تجاه القضية

الفلسطينيون يتذكّرون مواقف محمد مرسي تجاه القضية

18 يونيو 2019
من تجمع في نيويورك عقب وفاة مرسي (أتيلغان أوزديل/الأناضول)
+ الخط -

اجتاح خبر وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي وسائل التواصل الاجتماعي في فلسطين منذ الإعلان عن وفاته أمس الإثنين. وامتلأت الصفحات بنعي مرسي ومنشورات الترحم عليه، وبأخرى تتحدث عن ظلمه، فيما تذكر الناشطون مواقفه تجاه القضية الفلسطينية.

وحول فترة حكم مرسي وعلاقته بقطاع غزة تحديدًا، نشر الكاتب والباحث الفلسطيني حسن السائح مذكراً بتلك الحقبة، ومؤكداً أن غزة والمقاومة لن تنسيا الرجل، كأحد أهم الفواعل التي راكمت من قوى المقاومة خلال فترة حكمه.

ووصفه السائح بحليف غزة الأساسي في حرب 2012، وقال "من قصر الاتحادية أعلن خالد مشعل ورمضان شلح، انتهاء جولة الحرب وفق إرادة المقاومة".


الباحثة الفلسطينية أماني سنوار التي تعيش خارج فلسطين، علقت قائلةً إنها تدين للرئيس ‫محمد مرسي "بدين شخصي، ‏حين تمكنت لأول مرة في حياتها من زيارة بقعة من بلدها ‫فلسطين خلال فترة حكمه، عام 2013، ومرت في ذلك الوقت من معبر رفح نحو غزة، والتقت بأقاربها هناك لأول مرة، وتنفست هواء فلسطين، ‏أنا ومثلي آلاف اليوم ممنوعون من زيارة أي بقعة من فلسطين، سنبقى نذكر لمرسي هذا الفضل".

أما الصحافي الغزي محمد عثمان، فقال "دخلنا مصر في عهده مكرمين، وفي عهد من انقلب عليه دخلناها بإذلال وإهانات ومنع واستغلال، رحمة الله عليك يا دكتور محمد مرسي".

وكان من اللافت الكم الكبير من منشورات النعي لمرسي. وغرد الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي على تويتر معبرا عن حزنه على وفاته، قائلاً "رحم الله الدكتور محمد مرسي. كم أنا حزين. لم يأخذوه إلى المستشفى إلا بعد أن مات. ستّ سنوات من التنكيل المدروس في السجن، تهم ملفقة بغباء وظلم. منعوا عنه أي رعاية طبية. سيموت كثيرون مثله في سجون السيسي إن لم نرفع الصوت جميعاً ضد هذا القتل اليومي البطيء. عاشت ثورة يناير".

وفيما انتشرت صورة مرسي على وسائل التواصل، واستبدلها كثيرون بصورهم الشخصية، نشر الناشط مجيد غنام فيديو نعي والدته لمرسي بطريقتها الخاصة. وعبرت في الفيديو عن حزنها لوفاته بقصيدة شعبية فلسطينية، قائلةً "ما بدري حية ولا قرص عقرب، ولا ذوبوله السم ليشرب، ما بدري حية ولا قرص ثعبان، ولا ذوبوله السم في الفنجان".

وعلى المستوى الرسمي، لم يصدر أي بيان عن السلطة الفلسطينية أو الحكومة أو الرئاسة، فيما نعت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس مرسي في بيانات رسمية. وأكد البيانان على دور مرسي في الدفاع عن قضايا الأمة، والقضية الفلسطينية والقدس والأقصى.


بيان حركة حماس أثار ردود أفعال من بعض الناشطين في إشارة إلى الاعتبارات السياسية في لغة البيان. فنشر المدون محمد أبو علان دراغمة على صفحته على "فيسبوك": "بيان حركة حماس حول وفاة الرئيس المصري المعزول، لم يتطرق لوفاته في سجن السيسي بعد ست سنوات من السجن، وعزل من السلطة".

وفي المقابل، لم تخلُ المنشورات من آراء مغايرة، كالذي نشره الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان ضميري على صفحته على "فيسبوك"، قائلاً "وفاة مرسي مادة دسمة لمظلومية الإخوان المسلمين التي انتهت بمصر وفي قطاع غزة عندما تلطخت أيديهم بدماء المصريين والفلسطينيين"، حسب تعبيره.

ودافع كثيرون عن فكرة نعي مرسي رغم خلافهم معه، وأكدوا على مظلوميته رغم ذلك. فقد قال الأسير المحرر محمد جرادات "ببساطة مرسي اعتقل فقط لأنه انتخب، ولم يرتكب كإنسان أو كرئيس أي جرم يضعه في السجن، أخطأ برأيي في الملف السوري، وهو تحدث بشأنه ولكنه لم يفعل شيئا، لأنه لم يحكم مصر بالحقيقة، هو حاول أن يحكم، فدفع خطأ تعيينه للسيسي وزيرا للدفاع، والذي عاجله بانقلاب عسكري فظيع".

فيما قالت الصحافية نداء عوينة "نتجادل كثيرًا في اتفاقنا أو اختلافنا مع حركة الإخوان المسلمين، وقد نتجادل حول أهلية محمد مرسي للحكم، أو حتّى مدى صلاحيته لرئاسة دولة، لكنّ ما لا يقبل التشكيك ولا الجدل هو الظلم والغبن الذي لحق به، وهو أول رئيس مصري منتخب في تاريخ مصر".

أما الناشط الحقوقي والمحامي غاندي أمين الربعي فنشر في نعي مرسي "الحقيقة أن محمد مرسي كان أكثر ديمقراطية منا، فقد كنت أتابع برنامج باسم يوسف، وكان ينتقده ويسخر منه في كل حلقة، لم يمنع البرنامج ولم يعتقله، لم يتشدد بسجن محمد حسني مبارك، لم يعدل الدستور على مقاس قدمه، نعم كنت مخطئا باعتقادي أن الإسلاميين أقل ديمقراطية، بل هم الحالة الديمقراطية الوحيدة الباقية في العالم العربي البائس".

المساهمون