استخبارات السيسي تستعين بتوفيق عكاشة لترويج صفقة القرن

استخبارات السيسي تستعين بتوفيق عكاشة لترويج صفقة القرن

08 سبتمبر 2018
عكاشة من أبرز المطبعين في الوسط الإعلامي(أحمد محمود/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مطلعة في شبكة تلفزيون "الحياة" المصرية أن الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة عقد اجتماعاً مع بعض العاملين في الشبكة الفضائية، لوضع خطة عمل برنامجه "مصر اليوم"، تمهيداً لبدء عرضه في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في حضور نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة "إعلام المصريين"، ضابط الاستخبارات السابق ياسر سليم.

وقبل أيام، أعلن رئيس مجلس إدارة مجموعة "إعلام المصريين"، تامر مرسي، تعاقده مع عكاشة لتقديم برنامج "توك شو" على شبكة "الحياة" لمدة 3 سنوات، وهي المجموعة المملوكة لشركة "إيغل كابيتال" التابعة للاستخبارات العامة، وتُدير شبكة قنوات "أون إي"، وموقع وصحيفة "اليوم السابع"، وترددات "راديو النيل"، لصالح الاستخبارات من وراء ستار.

وقالت المصادر، في حديث خاص لـ "العربي الجديد"، إن عكاشة تحدّث خلال الاجتماع عن ضرورة تبني برنامجه الجديد أجندة إعلامية مساندة للدولة (النظام)، في مواجهة ما تروّجه قنوات "جماعة الإخوان" المعارضة من الخارج، خاصة في الشأن الاقتصادي، وذلك باستضافة العديد من خبراء الاقتصاد "الموثوق بهم"، للحديث عن تعافي الاقتصاد المصري وتحسّن معدلات النمو ومناخ الاستثمار.

وأضافت المصادر أن عكاشة تحدّث كذلك عن ملف القضية الفلسطينية وأهميته كأحد المحاور الرئيسية للبرنامج، في إطار الترويج لحل الدولتين الذي يتبناه النظام المصري، مشدداً على أنه لا توجد خطوط حمراء لتناول ما يُعرف إعلامياً بـ "صفقة القرن"، وما يتعلق بالأوضاع في سيناء، أو رؤيته الخاصة إزاء التطبيع الشعبي بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت "إعلام المصريين" استحواذها على شبكة قنوات "الحياة"، من دون الإعلان عن قيمة الصفقة، علماً أنها كانت مملوكة في الأصل لرئيس حزب "الوفد" السابق، رجل الأعمال السيد البدوي، وأعلن عن بيعها العام الماضي لصالح شركة "فالكون" المملوكة للاستخبارات، في صفقة هي الأضخم في الإعلام المصري، وبلغت آنذاك ملياراً و400 مليون جنيه.

وعكاشة هو أحد أبرز المطبّعين مع الكيان الصهيوني في الوسط الإعلامي المصري، ولطالما أعلن عن مواقفه المؤيدة لتصدير الغاز إلى إسرائيل إبان عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، ودور تل أبيب المساند لأحداث "30 يونيو" في 2013، وهو ما دفع أغلبية مجلس النواب إلى إسقاط عضويته من البرلمان، في مارس/آذار عام 2016، على خلفية استضافته السفير الإسرائيلي لدى القاهرة في منزله.

ويعود السبب الحقيقي وراء إسقاط عضوية عكاشة، حسب مصادر نيابية، إلى الزج باسم المدير السابق لمكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس جهاز الاستخبارات العامة الحالي، اللواء عباس كامل، في برنامجه، وحديثه عن إدارته للمشهد الإعلامي، وتحكّمه في محتوى القنوات الفضائية، وهو ما رد عليه الأخير بتحريك أغلبية البرلمان لإسقاط عضويته، وغلق قناة "الفراعين" المملوكة له.

ولُقب عكاشة في دوائر الإعلام الموالية للانقلاب بـ"مفجّر ثورة 30 يونيو"، نظراً للدور الذي أداه في تأجيج المواطنين ضد الرئيس المعزول، محمد مرسي، غير أنه تعلّم الدرس الذي لقنه إياه عباس بعد الحديث عنه، إذ أخرج الأخير ملفاته السرية من الأدراج، ليقف أمام القضاء، وتتم محاكمته بتهمة تزوير شهادة الدكتوراه الحاصل عليها، ويصدر ضده لاحقاً حكم غير نهائي بالسجن.

وقبيل قرار البرلمان بإسقاط عضويته بيوم واحد، خرج عكاشة في برنامجه ليُعلن أن تولي السيسي رئاسة البلاد تم من خلال اتفاق إسرائيلي أميركي، قائلاً إنه "دُعي من أجهزة في الدولة (من دون تسميتها)، قبل مجيء السيسي للحكم، لوضع خطة تضرب الحصار الإعلامي والسياسي المفروض على مصر"، مشيراً إلى طلبه من تلك الأجهزة التواصل مع إسرائيل، للتوسط لدى الولايات المتحدة لتغيير موقفها من 30 يونيو (انقلاب الجيش).

وأضاف عكاشة أنه "بالفعل، تم الاتصال بإسرائيل، وطلبت تلك الأجهزة هذه الطلبات، وتدخلت تل أبيب، حين سافر رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن، للقاء الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وإطلاعه على تفاصيل الوضع المصري، والقول إن السيسي رجل جيد جاء بالانتخابات، ونحن سنراقبه جيداً". كما بين أن نتنياهو هو من رتب لقاء أوباما والسيسي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في 2016.

وفي 25 فبراير/شباط عام 2014، اعترف عكاشة في برنامجه على قناة "الفراعين" الفضائية، بأن جده من أمه هو اللواء عبد الحميد الفقي، وهو والد فاروق الفقي، عميل جهاز "الموساد" الإسرائيلي الذي أعدمته السلطات المصرية، بعدما جنّدته الجاسوسة هبة سليم، في أعقاب نكسة يونيو/حزيران عام 1967، وجسّد قصتهما في فيلم "الصعود إلى الهاوية"، الراحلان إبراهيم خان ومديحة كامل.