انتخابات السيسي في الإعلام الفرنسي: دكتاتور واثق من الفوز

انتخابات السيسي في الإعلام الفرنسي: دكتاتور واثق من الفوز

باريس

محمد المزديوي

avata
محمد المزديوي
26 مارس 2018
+ الخط -
قارب الإعلام الفرنسي، اليوم الإثنين، مسرحية الانتخابات الرئاسيّة المصريّة، والتي تستمرّ حتى الأربعاء المقبل.

واختارت صحيفة "لوفيغاور" في مُراسَلة لها من مصر أن تتحدث عن أجواء الانتخابات في سيناء، في مقالٍ يتحدث عن "فوز معلن" للسيسي. وكشفت عن مناخ من "البارانويا" (جنون العظمة) في مصر في ظل حكم السيسي.

ونقلت الصحيفة عن مواطن مصري يعمل في حملة السيسي، ويعترف أنه موجود هنا من أجل وظيفة غذائية، تأكيده أنه لا يؤيد المرشح - الرئيس: "ما الذي فعله من أجلي؟ ما الذي قدّمه هذا الرئيس، لي، شخصياً؟". وتنقل الصحيفة أن هذا المواطن صوّت للسيسي سنة 2014، ولكنه، هذه المرة، يرفض التوجه إلى صندوق الاقتراع، وهو متأكد من أن "الانتخابات حُسمت من قبل".

ورأت الصحفية الفرنسية، أن هذا الشعور بغياب الفائدة لدى قسم كبير من السكان، وغياب خيار حقيقي، يتقاسمه الكثير من المصريين. وتساءل طالب شاب مصري: "لماذا يتوجَّب عليّ التصويت، تحديداً؟ هذا لن يغير من الأمر شيئاً، فالسيسي سيعاد انتخابه". مضيفاً: "مرشحون آخرون كانت لديهم طاقات، ولكنهم انسحبوا أو تم توقيفهم. لا أرى، للأمانة، من كنتُ سأمنحه صوتي، ولكن، على الأقل، كنتُ أحب لو تُرك لي حق القرار".

وحلّلت الصحيفة الوضع الانتخابي الحقيقي في مصر، فكتبت: "عبد الفتاح السيسي، الرئيس المنتهية ولايته، فصّل لنفسه جادّة واسعة لتأمين إعادة انتخابه، لولاية ثانية من أربع سنوات على رأس البلد".

وتحدثت عن "جوّ يكشف مناخاً من البارانويا التي تدور فيها هذه الانتخابات، التي تهيمن عليها قضايا الأمن، مع نظام يشكّ في الدعم الشعبي له، بينما البلد يغرق في أزمة مالية مثيرة للقلق، ويعاني من أجل اجتثاث الإرهاب على أراضيه". وأنهت الصحيفة مقالها بالقول: "أثناء لقاء متلفز، يوم 20 مارس/آذار، تأسّف السيسي لغياب انتخابات تعددية، لكنه طمأن بأن البلد: "ليس جاهزاً لهذا الأمر".

أما صحيفة "لوجورنال دي ديمانش"، فكرّست مقالاً طويلاً للوضع في مصر بعنوان: "مسار ديكتاتور". وكتبت "إنه في كل مكان. سواء برفقة أطباء ومهندسين أو مع ملك السعودية، وجهه يغطي جدران شوارع القاهرة، ومطبوع على لافتات كبيرة تمجده"، ولكن "في هذه الحملة الانتخابية، التي تخلو من التشويق، لا يوجد الرئيس في أي مكان".

ولاحظت الصحيفة الفرنسية أنه "لا اختلاط للمرشح السيسي مع الجمهور، ولا لقاءات، حتى في حيّه الأصلي في القاهرة القديمة، الجمالية، حيث السكان يتعرفون على بعضهم من خلال شعار: (نحن معك، يا مصر)".

وأضافت "وحده لقاء تلفزيوني طويل، جاء ليقطع مع "احتشامه الأسطوري"، هذا الاحتشام الذي أتاح له أن يتسلق، بصبر، إلى قمة السلطة، من دون منازع".

ورأت الصحيفة أن السيسي "لا يعرف العالَم المدني، ولا يحبه، إطلاقا"، وهو ما جعل مقرباً من الرئيس يعترف بأن السيسي: "عسكري لم يسافر إلا قليلا، ولم تكن لديه مسؤوليات تضعه في مواجهة هذا العالم"، وبالتالي فهو لا يمكنه أن يتخيل سوى وزير الدفاع، الحاضر في كل مكان، من أجل تنفيذ سياسة الأشغال الكبرى، كما هو شأن عاصمته الإدارية الجديدة شرق القاهرة.

وهو ما يدفع السيسي أيضاً إلى إبداء كراهية للسياسة، "وخلافا لسابقيه، لم يناضل السيسي أبدًا ولم يلتحق بأي حزب سياسي، وهو يعتبر السياسة نشاطا أكّالاً ولاذعا، وجعل منه، بمهارة، حجة في حملته الانتخابية، حتى يُغلق النقاش العمومي ويتموقع باعتباره حامي الأُمّة"، كما يؤكد الباحث الفرنسي دافيد خالفا.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الباحث الفرنسي، تأكيده أن بحث السيسي عن نتائج سياسته، حيث معدلات النمو، 4,8 في المائة، لا تسمح للعائلات المصرية بالإنفاق إلى نهاية الشهر، "جعل دائرة أنصار الرئيس تتقلص، إضافة إلى حملة التطهير الذي استهدفت الرتب العليا في الجيش وفي الشرطة المصريين، بمن فيهم من سانده سنة 2013، مثل رئيس أركان الجيش ورئيس الاستخبارات".

وختم الباحث الفرنسي بسرّ عدم قيام السيسي بحملات انتخابية: "لا يقوم السيسي بحملة انتخابية، لأنه يخشى على سلامته الشخصية. وهو لم يَنسَ أن الرئيس السادات تم اغتياله أثناء استعراض عسكري على يد عسكريين، كما أنه تمّ عزل الرئيسين مبارك ومرسي. وإذا كان الجيش، الذي يلعب دور الدولة العميقة، مثلما كان عليه الأمر في تركيا، يقدّر أن مصالحه مهدََّدَةٌ، فسوف يتحرك".

ومن جهتها، تطرقت جمعية "أورو-فلسطين" الفرنسية، للانتخابات المصرية، فتحدثت عن "طيف الانتخابات في مصر في ظل ديكتاتورية السيسي الدموية". وكتبت في المقال: "مسؤولونا ووسائل إعلامنا الذين سخروا من مهزلة الانتخابات في روسيا، يتحاشون فعل نفس الشيء مع الانتخابات التي يقوم بها الدكتاتور السيسي في مصر، وقد فسّر الرئيس ماكرون الأمر، بأنه لا يمنح دروساً في حقوق الإنسان.. حين يلائمه الأمر".

وختمت بالقول "ولكن البزنس (التجارة) هو البزنس، أليس كذلك؟ لقد قمنا بتصفية القذافي بعد أن فرشت فرنسا له السجاد الأحمر، حين وضع الملايين في جيوب مسؤولينا. أما بالنسبة للسيسي، الذي يطيع، في الوقت الراهن، الأوامر الإسرائيلية الأميركية ويملأ أكياس تجارنا من بائعي الموت، فليس لديه ما يخشاه".

ذات صلة

الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة

منوعات

شهدت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، موجة من السخط والدهشة، بعدما قارن حالة المصريين في ظل التردي الاقتصادي بحالة أهالي قطاع غزة.
الصورة

سياسة

كشف تحقيق لصحيفة "ذا غارديان"، الاثنين، عن أن الفلسطينيين اليائسين لمغادرة قطاع غزة يدفعون رشاوى لسماسرة تصل إلى 10 آلاف دولار، لمساعدتهم على مغادرة القطاع.

المساهمون