هل تعرّض "الماهول" العراقي للتهديد؟

هل تعرّض "الماهول" العراقي للتهديد من عمار الحكيم؟

01 مارس 2018
خليل الجبوري في فيديو اعتذاره (فيسبوك)
+ الخط -

لا حديث للعراقيين منذ ليلة أمس إلا التساؤل عن حقيقة تهديد الشاعر الشعبي الذي ألقى قصيدة ارتجالية أمام زعيم تيار الحكمة والقيادي بالتحالف الوطني الحاكم بالعراق، عمار الحكيم، خلال زيارته لإحدى بلدات جنوب العراق. ووجه الشاعر، خليل الجبوري، فيها انتقادات لاذعة، اعتبرها الحكيم مسيئة، وغادر المكان الذي كان يزوره قبل أن يظهر الشاعر نفسه مجددًا في تسجيل آخر ويعلن اعتذاره ويقول إنه يتيم وإنه لم يكن يقصد في شعره "سماحة السيد عمار الحكيم".

و"الماهول" باللهجة الجنوبية العراقية هو الشاعر الذي يلقي القصائد الارتجالية خلال استقبال الضيوف والوافدين أو في المناسبات العامة كالأفراح ومجالس العزاء.

ويظهر الرجل مردداً شعرًا أمام الحكيم معتبرًا أنه "في السابق كان هناك صدام واحد واليوم لديهم ألف صدام، وأن خير العراق كثير لكن الأحزاب قد سرقته". وكان يشير بيده إلى الحكيم، وهو ما دفع الأخير إلى مقاطعته ممتعضاً قائلاً "هذا مو خوش كلام"، وغادر المكان مع أفراد حمايته.


يأتي هذا قبل أن يظهر الماهول مجدداً ليعلن عن اعتذاره ملقياً بعقاله أمام الحكيم، مقبلاً يده، ويقول إنّه يتيم ولم يكن يقصد. ثم مقطع آخر يكرر فيه اعتذاره ويستحلفه بالله أن يعفو عنه.

وأكدت مصادر في مدينة كربلاء من بينها أحد أقرباء الماهول خليل الجبوري لـ"العربي الجديد" أنه تعرض لتهديد من قبل أفراد حماية الحكيم وأجبروه على الذهاب إليه مرة أخرى وتقديم اعتذاره، ثم إجباره على تصوير اعتذار آخر يقول فيه إنه لم يكن يقصد الحكيم.

وهو ما ذكره ناشطون أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي من أنّ الرجل تعرض للتهديد لتقديم الاعتذار في سيناريو مشابه لمواطنين لبنانيين انتقدوا زعيم حزب الله حسن نصر الله.

وسريعاً تناقل ناشطون عراقيون المقطع الأول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤيدين الرجل فيما قاله، ومعبرين عن سعادتهم بقوة الرجل الشاعر الذي تجاوز حدود الخوف وأسمع الحكيم كلاماً يسيء إليه وإلى حزبه وجميع الأحزاب السياسية الحاكمة، بحسب تعبيرهم.

وانهالت التعبيرات الساخطة على الأحزاب ترافق الفيديو الذي شهد مشاركة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، أغلبها يؤيد ما موقف الرجل الشاعر، ويشيد بشجاعته، وأهمية توجيه مثل هذه الكلمات للشخوص السياسية بشكل مباشر.

ولاحقاً، تناقل الناشطون العراقيون المقطع الثاني الذي ظهر فيه الرجل وهو خاضع يتوسل الحكيم أن بصفح عنه. وأجمعت غالبيتهم على أنّ الرجل تعرض للتهديد لكي يظهر مرة أخرى وهو يعتذر ويطلب السماح.

يُشار إلى أن عمار الحكيم، المولود عام 1971 في النجف، هو سياسي عراقي تولى رئاسة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في 2009 بعد وفاة والده عبد العزيز الحكيم، وهو من آل الحكيم المعروفين بالعراق، فجده المرجع الشيعي محسن الحكيم، وعمه محمد باقر الحكيم. وهو من المؤيدين والداعين إلى إنشاء نظام فدرالي في العراق عبر تقسيمه إلى أقاليم مختلفة بدءاً بتشكيل إقليم جنوب العراق.

المساهمون