حل "أحجية إلكترونية" شرط الانضمام لـ"الشاباك"

حل "أحجية إلكترونية" شرط الانضمام لـ"الشاباك"

06 مايو 2017
يفتش الشاباك عن طلاب ماهرين إلكترونياً (مات كاردي/Getty)
+ الخط -
في خطوةٍ تعكس تعاظم الدور الذي يلعبه "السايبر" في عمل الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، ابتكر جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" طريقةً جديدة في سعيه للعثور على مرشحين مناسبين للعمل كـ "مقاتلين إلكترونيين" في وحدات الحرب الإلكترونية التابعة له. فقد طرح "الشاباك"، "أحجيةً" إلكترونية، حيث اشترط حلّ الأحجية ليتم قبول طلبات المرشحين.

وقام "الشاباك" بعرض الأحجية في فيديو نشره على موقعه الجديد الخميس الماضي. وظهر في الفيديو مجموعة من عناصر وحدات السايبر في الجهاز وهم يتعقبون عبر شاشات بلازما ضخمة، ومن خلال شاشات الحواسيب المنقولة، أثناء تواجدهم في مقر الجهاز في تل أبيب، صوراً لمجموعةٍ من أعضاء خلية مقاومة فلسطينية تتحرك في إحدى المدن الفلسطينية.

ويتضح من خلال الفيديو أنّ هدف الخلية الفلسطينية يتمثل في "محاولة زرع عبوة ناسفة في إحدى الساحات العامة داخل مدينة إسرائيلية". وقد ظهر "المقاتلون الإلكترونيون"، والذين كانت تقودهم سيدة، وهم يتابعون تحرّكات الشخص المرشح لزرع العبوة والشخص الذي سلمه العبوة والسائق الذي نقله إلى الساحة.

وتتبع الفيلم تحركات عنصر خلية المقاومة الفلسطينية وهو يمسك بالحقيبة التي تم وضع العبوة فيها، حيث فوجئ هذا العنصر بعناصر "الشاباك" الذين كانوا يتقصمون هوية عمال نظافة في المكان وهم يسيطرون عليه ويدخلونه في سيارة تابعة للجهاز، في حين أظهر الفيلم مشهداً آخر أظهر تمكن عناصر "الشاباك" من المستعربين، الذين يتنكرون في أزياء عربية، باعتقال قائد الخلية الذي أشرف على العملية والسائق الذي أوصله لمكان الحادث.

وقد تمثلت الأحجية في أن يشرح المرشحون للتجنيد كمقاتلين إلكترونيين، الدور الذي قام به مقاتلو السايبر في التعرف على نوايا عناصر الخلية أولاً، وكيف أسهموا في تمكين "الشاباك" من متابعة تحركاتهم وصولاً إلى اعتقالهم ومنعهم من تنفيذ عملية التفجير.

وطُلب من المرشحين أن يرسلوا الإجابات إلى صندوق بريد "آمن" تابع لـ "الشاباك". وقد جاءت حملة التجنيد تحت شعار: "نحبط التهديد القادم وندافع عن إسرائيل". وجاء في الحملة: "إن كنتم من عباقرة السايبر فإنّ الشاباك يبحث عنكم، نحن في حملة للبحث عن أفضل العقول في إسرائيل".

وعلى الرغم من أن المسؤولة في وحدة السايبر التي أشرفت على عملية إحباط مخطط الخلية الفلسطينية كانت توجه التعليمات لمرؤوسيها عبر جمل قصيرة، إلا أن الفيلم قدم صورة واضحة عن الدور الذي تلعبه وحدات السايبر في الجهد الأمني والاستخباري الذي يقوم به "الشاباك".
ويذكر أن "الشاباك" مكلّف بشكل خاص بمهمة إحباط عمليات المقاومة الفلسطينية. وذكر أمير بوحبوط، المعلق العسكري في موقع "وللا" الإخباري أن "الشاباك" يهدف من خلال عرض الأحجية إلى زيادة وعي الجمهور بالأنشطة التي يقوم بها إلى جانب زيادة الدافعية لدى "المتميزين" في مجال "السايبر" للانضمام إلى صفوفه.

وفي تقرير نشره الموقع السبت، نوه بوحبوط إلى أنه وفق المعطيات الرسمية التي كشف عنها "الشاباك" فقد تبين أن 25% من العاملين في صفوفه هم من المتخصصين في مجال السايبر، والذين يطلق عليهم "المقاتلون الإلكترونيون".

ويشار إلى أن قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى كشفت مؤخرًا النقاب عن أن مهندسات من وحدات "السايبر" في "الشاباك" يقمن بجولات في المدارس الثانوية في جميع أرجاء إسرائيل لإجراء اختبارات للطلاب للتعرف على أولئك الذين يبدون "نبوغا" في مجال السايبر. وحسب القناة، فإنّه عند العثور على مثل هؤلاء الطلاب يتولى "الشاباك" رعايتهم أثناء دراستهم الثانوية واستيعابهم في الجهاز بعد الحصول على شهادة الثانوية العامة التي يطلق عليها في إسرائيل "هبجروت".

ولا يقتصر دور وحدات السايبر في "الشاباك" على الإسهام في إحباط عمليات المقاومة الفلسطينية، بل يتعداه إلى تأمين الفضاء الإلكتروني في مواجهة الهجمات الإلكترونية التي تشنها أطراف خارجية. وقد كشف النقاب الأسبوع الماضي عن "السلطة الوطنية لتأمين الفضاء الإلكتروني" التابعة لـ "الشاباك" تمكنت من إحباط هجمات إلكترونية تعرضت لها 120 مؤسسة مدنية. وقد رجحت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن تكون إيران هي مصدر هذه الهجمات. وتضمنت الهجمات محاولات لاختراق المنظومات المحوسبة لعدد من الوزارات ومؤسسات أكاديمية واجتماعية إسرائيلية.