هكذا فضح قرصان تقنية تجسس أميركية سرية

القصة الكاملة: هكذا فضح قرصان معتَقل تقنية تجسس سرية تستخدمها السلطات الأميركية

04 يونيو 2018
كانت التقنية غير معروفة عند العامّة (جاب آريينز/NurPhoto/Getty)
+ الخط -
نشرت مجلة "بوليتيكو" القصة الكاملة لقرصان تم اعتقاله في أميركا ليقرّر مجابهة الشرطة وفضح تقنية تجسس سرية تستخدمها لملاحقة المواطنين والاطلاع على أسرارهم عن طريق تتبع هواتفهم.

وبدأت القصة صيف 2008 في سانتا كلارا، كاليفورنيا، عندما ألقت الشرطة القبض على قرصان تعقّبته لشهور، بعدما زوّر مع آخرين أكثر من 1900 إقرار ضريبي جنوا منها 4 ملايين دولار تم إرسالها لأكثر من 170 حساباً مصرفياً.

تقنية "الراي اللسّاع"

تم العثور على القرصان رغم عدم علمهم باسمه الحقيقي، بحيث ظلت السلطات تكتفي بلقب "الهاكر"، لكنها لجأت إلى استخدام غير قانوني لتكنولوجيا مراقبة سرية تدعى stingray (سمكة الراي اللساع).

و"الراي اللسّاع" تقنية متخصصة بالتجسس على الهواتف المحمولة، تعمل كأنها أبراج هاتف خلوي تخدع الهواتف وتجعلها تكشف مواقع مستخدميها.

وكانت هذه التقنية مجهولةً تماماً عند الرأي العام، وتساءل القرصان المتهم، دانييل ريغمايدن، عما إذا ما كانت هذه التقنية تستخدم ضد هواتف كثيرة أخرى، لذا قرر جمع كل ما يلزمه من معلومات والدخول في معركة قانونية ضد السلطات لإثبات عدم قانونية استخدام هذه التقنية.

مرحلة الدفاع عن النفس وجمع المعلومات

رفض ريغمايدن التعاون مع التحقيقات، وطرد ثلاثة محامين، واختار الدفاع عن نفسه أمام المحكمة، وسُمح له باستخدام المكتبة القانونية لخمس ساعات في اليوم، واستعان ببعض المستشارين القانونيين لمعرفة كل ما يمكن أن يساعده في فهم الإجراءات والمرافعات وغيرها، وكان يتواصل معهم بالهواتف ووسائل تقليدية بسبب منعه من استخدام الإنترنت.

وخلال هذا البحث اكتشف تفاصيل أكثر عن هذه التقنية، وعرف أن الشرطة تفضلها على انتظار أمر المحكمة للحصول على بيانات الموقع من شركات الاتصالات، لأنها لا تحتاج إلى وسيط وقد تستطيع الوصول إلى محتويات المكالمات أو الرسائل النصية أو أي بيانات أخرى غير مشفّرة يتم نقلها في ذلك الوقت، مباشرة من الجو.

 

ليست أميركا فقط

أشارت المعلومات إلى "هاريس كوربوريشن"، وهي شركة عسكرية أميركية عريقة متعاقدة مع الكثير من الوكالات الفيدرالية الأميركية، ما يعني تعاونها مع الشرطة الأميركية.

وأظهر التقرير المالي السنوي للشركة لعام 2017 الذي تم تقديمه إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، أن هاريس زادت في السنوات الأخيرة مبيعات معدات المراقبة والأنظمة الراديوية التكتيكية. ولا تعمل فقط مع الجيش والشرطة الأميركيين، بل كذلك مع كندا وأستراليا وبولندا والبرازيل ودول أخرى.

الصحافة تكشف كل شيء

لا يوجد اتفاق شامل في أميركا بين القضاة والمحاكم حول تعقب شخص أو جهاز، وكشفت حالة ريغمايدن أن أي بروتوكول لم يتم تحديده حول ما يلزم القيام به لاستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة.

وشرع القرصان في حشد الدعم من الحقوقيين والإعلام من أجل الدفاع عن عدم قانونية هذه التقنية، وأرسل إليهم أوراقاً حرّرها بخط اليد حول كل المعلومات التي استطاع جمعها، من بينهم كريستوفر سوغويان، الباحث في الخصوصية.

ولجذب انتباه المشرعين، راسل سوغويان صحافية "وول ستريت جورنال"، جنيفر فالنتينو ديفريز، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها وسيلة إعلام كبرى معلومات حول هذه التقنية، وهكذا انكشفت للعالم. 



(العربي الجديد)

المساهمون