هل تتصدّى "واشنطن بوست" لأقلامها سعودية الهوى؟

هل تتصدّى "واشنطن بوست" لأقلامها سعودية الهوى؟

17 أكتوبر 2018
ولي العهد السعودي ومالك "واشنطن بوست"(السفارة السعودية في واشنطن)
+ الخط -
قضية اختفاء الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، بعد دخوله قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، قبل أسبوعين، طرحت أسئلة عدة حول مسؤولية الإعلام الأخلاقية، وأثارت علامات استفهام حول دور المال السعودي في هذه المؤسسات.

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، حيث عمل خاشقجي كاتباً في قسم الرأي، تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن دائرة النقد. إذ حرصت على حشد الرأي العام الأميركي والعالمي والمطالبة بالكشف عن مصير أحد صحافييها، كما أطلقت حملة فعالة ضد المشاركين في "مبادرة مستقبل الاستثمار" التي يستضيفها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.



ولم تتوقف عند هذا الحد. المحرر فريد هيات كتب مقالة، في 12 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، هاجم فيها شخصيات لم يسمها في واشنطن، وانتقد تقاضيها أموالاً من النظام السعودي، وصرخ "هل ستعملون لمصلحة قاتل؟".



لكن هذه التحركات المحقة لا تعفي الصحيفة نفسها من المساءلة. فمالكها جيف بيزوس استقبل محمد بن سلمان، خلال جولته الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية، نهاية مارس/آذار الماضي. 

وتواصل الصحيفة نشر مقالات لكتّاب يتلقون أموالاً من المملكة العربية السعودية، ويتولون تلميع صورتها أمام الإعلام الأميركي. أدناه نبذة عن أبرزهم:

كارتر إسكيو
كارتر إسكيو مستشار سابق رفيع المستوى في حملة آل غور للرئاسة الأميركية، عام 2000، والمؤسس والمدير العام في "مجموعة غلوفر بارك" التي تعدّ أكبر جماعات الضغط المدافعة عن النظام السعودي (لوبيات)، وفقاً لـ "واشنطن بوست" نفسها. كما أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن "غلوفر بارك" تعتبر "الشركة الثانية الأكثر نشاطاً في حشد التأييد للنظام السعودي" و"تتلقى 150 ألف دولار أميركي شهرياً".

والمجموعة المذكورة "بقيت صامتة وسط غضب الرأي العام المتصاعد إزاء التقارير حول قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية"، وفقاً لـ "واشنطن بوست".

لكن إسكيو نفسه يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست". وعموده الأخير نُشر في 12 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أي بعد 10 أيام من اختفاء خاشقجي، وفي نفس اليوم الذي نشر فيه هيات مقالته.



والأسوأ أن إسكيو لم ينسحب، إلى الآن، من مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في مدينة الرياض السعودية، إلى جانب زميله في "غلوفر بارك"، مايل فيلدمان.

إد روجرز
العضو في الحزب الجمهوري، إد روجرز، يكتب أيضاً في قسم الرأي في "واشنطن بوست"، ومقالته الأخيرة نُشرت أيضاً في 12 أكتوبر/تشرين الأول الحالي. ووفقاً لـ"ذي إنترسبت"، تلقى روجرز "مكافآت مالية كبيرة مقابل عمله وكيلاً عن النظام السعودي". وقبل شهرين، وقعت شركة "مجموعة بي جي آر" التي يترأسها روجرز، عقداً جديداً يشمل "مساعدة السعوديين في إيصال القضايا ذات الأولوية المتعلقة بالعلاقات السعودية-الأميركية إلى الرأي العام الأميركي، وبينها المجتمعات الإعلامية والسياسية".



ديفيد إغنايشس
أفاد موقع "ذي إنترسبت" أن ديفيد إغنايشس بنى مسيرته المهنية اعتماداً على علاقته الوثيقة مع "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" (سي آي إيه)، لذا "ليس مستغرباً إطلاقاً أن يكون أحد أشدّ المدافعين عن النظام السعودي إخلاصاً".

وإغنايشس، كتب، في إبريل/نيسان عام 2017، عن "الأمير الشاب الذي يعيد تخيل المملكة العربية السعودية".



المقالة الثانية نُشرت في مارس/آذار الماضي، واستعرض فيها إغنايشس زيارته الأخيرة إلى المملكة، مقتبساً عن أحد الموالين لولي العهد السعودي قوله إن "الباب يبدو مفتوحاً في المملكة أمام مجتمع أكثر حداثة وشباباً وريادة في مجال الأعمال وأقل رجعية...".