منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وآلة القتل الإسرائيلية لم تتوقف، فالشهداء في تزايد، والأحياء في نزوح لا يتوقف، ومشاهد الألم والقهر والمعاناة، تتجمد في لقطات حية ومصورة يراقبها العالم بأسى، بينما يعيشها أهالي غزة، عرضاً حياً لا يخلو من رائحة التراب والبارود والدم، فلا تخلو الصور من ثنائيات المعاناة والصمود، والرغبة في البقاء والأمل في النجاة، ومشاعر متعددة يمكنك أن تجدها بكل تفاصيلها في غزة، حيث ما زال أهلها متمسكين بالحياة.
1.9 مليون نازح، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حملتهم طرقات غزة. رقم لا يختصر فقط حجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع، بل يرصد نزوحاً لم يتوقف منذ قرابة العامين، حيث السماء سقف والطرقات أينما أرهق النزوح الأهالي أصبحت مبيتاً، وأطفال كانت الخيمة لهم بيتاً، وتشكلت ذكرياتهم في ظل النزوح والتجويع وسوء التغذية ونقص الإمدادات والموارد، كلها مهدت طريقهم للنزوح، رغم ندرة وسائل النقل وغلائها حيث تقدر تكلفة النزوح من مدينة غزة في شمالي القطاع إلى جنوبه بـ3180 دولاراً أميركياً وفقا لـ(أونروا). في وقت تجاوز عدد الشهداء منذ بداية العدوان 65 ألف شهيد، والمصابين 166 ألفاً. أرقام يحمل كل منها قصة وأملاً وحياة كان ينتظر أصحابها أن تتحقق، ولكن اغتالها الاحتلال جميعاً. ويستمر الأحياء في غزة من نزوح إلى نزوح.
(العربي الجديد)