لن يكون سهلاً بالنسبة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة نسيان ما عاشوه خلال الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم فرحتهم ببدء سريان وقف إطلاق النار اليوم. لن يكون في الإمكان نسيان كل التفاصيل، منذ اللحظات الأولى لبدء القصف الإسرائيلي العنيف. عاش الغزيون يوميات قاسية ومآسي يغدو التكيف معها مستحيلاً، ولو انتهت الحرب.
بدأ النزوح منذ اليوم الأول للحرب. وبحسب الأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص، أي حوالى 90% من السكان، في جميع أنحاء قطاع غزة، تحولوا إلى نازحين. لا بيوت يسكنونها. بقي لهم مدارس إيواء وخيام وأنقاض يسكنون فيها. قد يكون من المستحيل ألا تُحاصر صور المأساة اليومية أذهان الكبار والصغار. وقف إطلاق النار سيكون أشبه بوقت مستقطع للحزن على مراحل المأساة كلها.
لم يتردد الاحتلال في استهداف الأطفال طوال فترة الحرب، حتى قيل إنها حرب على أطفال غزة. وبحسب منظمة "أنقذوا الأطفال"، فإن ما معدله 475 طفلاً كل شهر، أو 15 طفلاً يومياً، أصيبوا بإعاقات قد تستمر مدى الحياة.
لن تنسى الأمهات أولادهن الذين استشهدوا أمام أعينهن، أو أبلغن باستشهادهم. كذلك لن يغفر الأطفال لمن حرمهم أهلهم وعائلاتهم. هذا العدوان سيترك ندوباً في أجساد جميع الغزيين، قد لا تُمحى مدى الحياة.
(العربي الجديد)