نازحو تيغراي... قليلٌ من السند والسعادة
فرّ آلاف الإثيوبيين التيغراي من القتال وليس معهم غير الملابس التي كانوا يرتدونها. واليوم، يتوجه كثيرون إلى مشغل الخياط عمر إبراهيم (25 عاماً) في مخيم أم راكوبة، ليحيك لهم ملابس جديدة أو يصلح ثقوب تلك القديمة. ويقصد عشرات اللاجئين الإثيوبيين يومياً كوخ عمر في المخيم الواقع في ولاية القضارف شرق السودان.
من خلال آلة خياطة ذات دواسات استأجرها من أحد سكان القرى السودانية المجاورة للمخيم، يحاول مساعدة اللاجئين الفارين من الحرب. ويقول عمر: "جئت إلى هنا قبل شهر من بلدة الحمره في تيغراي ولم يكن معي شيء. أدركت أن بقائي مكتوف اليدين لن يساعدني في تحسين وضعي، فقررت أن أزاول الحياكة وهي كل ما أتقنه". يضيف: "أنا الآن أكثر سعادة مما كنت لدى وصولي إلى هنا".
في مخيم أم راكوبة المترامي الأطراف والذي تقول الأمم المتحدة إنه يؤوي 13 ألف لاجئ، يحيك الملابس للنساء والرجال. يقول: "عندما أعطي الناس ملابس جديدة يشعرون بالسعادة، لأنهم جاؤوا إلى هنا بلا شيء". وعلى الرغم من الألم والخسارة التي عانى منها، يضيف: "عندما تفعل أشياء جيدة للناس، فإنك تحصل على أشياء جيدة من العالم".
وبلغ عدد الإثيوبيين الذين نزحوا إلى السودان 49 ألفاً منذ أن أطلق رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد حملته العسكرية المكثفة على إقليم تيغراي في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
(فرانس برس)
(الصور: ياسويوشي شيبا/ فرانس برس)