ميلاد لبنان... محاولة خجولة للفرح بالعيد
يحل الميلاد حزيناً هذا العام في لبنان، في وقت تمرّ فيه البلاد بأصعب أزمة اقتصادية منذ سنوات طويلة بعدما فقدت الليرة قيمتها ويعاني اللبنانيون لتأمين رغيف الخبز وحبة الدواء والقسط المدرسي. وجاء تفشي فيروس كورونا والارتفاع اليومي في عدد المصابين، الذي لم يحدّ منه الإقفال العام الأخير، ليزيد من صعوبة الوضع القائم ويحدّ من حركة الناس، خصوصاً الأطفال، الذين تعتبر هذه المناسبة فرصة لهم للخروج والتمتع بالزينة والأضواء وفرصة للقاء "بابا نويل" في الشوارع والمحلات والمجمعات التجارية.
ما زالت بيروت حتى اليوم تلملم جراح الانفجار الكبير الذي وقع في مرفئها، في آب/ أغسطس الماضي، وتسبب بوقوع آلاف الضحايا من الأبرياء الذين صودف وجودهم في محيطه، والذين لم تبرد قلوب أهلهم وأحبتهم حتى اللحظة بخبر توقيف المسؤولين عن هذه الجريمة.
ومع كل ما سبق، تبقى هناك محاولات فردية خجولة لإشعار الناس بوجود العيد، ولو بالحد الأدنى، من خلال تزيين بعض الشوارع وواجهات المحلات قام بها عدد من التجار والمؤسسات الخاصة. وتوزعت هذه الزينة بين وسط بيروت الذي تضرّر بسبب انفجار المرفأ، وبعض الشوارع المحيطة بالوسط، وفي عدد من الساحات العامة في المدينة. كذلك أطلقت بعض جهات المجتمع المدني مبادرات لتوزيع الألعاب على الأطفال بهدف محاولة زرع الفرح في قلوبهم، في هذه الظروف الصعبة.
(العربي الجديد)