ميلاد غزة... رسائل فرح رغم كورونا والحصار
كان لقطاع غزة حصّته من فيروس كورونا. هذا القطاع المحاصر اضطرّ إلى العيش وسط مزيد من القيود للحد من تفشي الوباء، والنتيجة كانت مزيدا من الحصار - المؤقّت وتفاقم الأزمة الاقتصادية والفقر. مع ذلك، يبقى لهذا الوقت من العام رونقه. ويسعى البعض، رغم كل الظروف، إلى خلق جو من الفرح في الأحياء وبين الأطفال الذين كان كورونا أكثر قساوة عليهم، بعدما فرض عليهم الوباء العيش في حدود ضيقة، من دون أن يكونوا قادرين على لقاء زملائهم في المدرسة أو اللعب معهم، عدا عن الخوف والقلق المستمرين من قبل الأهل.
كذلك، ومساهمة في إحياء مظاهر الاحتفال بهذا العيد، تطرز سهاد صيدم وأخريات شجرة الميلاد على كمامة في معملها غرب مدينة غزة، تمهيداً لتصديرها إلى الضفة الغربية المحتلة. تشرح السيدة التي تدير المشغل الذي يضم نحو أربعين امرأة غالبيتهن مصابات أو ناجيات من مرض السرطان: "اخترنا تطريز شجرة الميلاد وبابا نويل على الكمامات لأنها باتت جزءاً من تقليد أعياد الميلاد في حياة الناس، وهي فرصة لإحياء التراث الفلسطيني الذي نفخر به خلال أعياد المسيحيين". كما أن بابا نويل كان يتنقل بين الأحياء ويلعب مع الأطفال، وربما يعدهم بأشياء جميلة.
وعادةً ما يحتفل الفلسطينيّون بعيد الميلاد في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح. وتضاء شجرة العيد في ساحة المهد إيذانا بالبدء بالاحتفال بعيد الميلاد، حيث تتجمّع الحشود. لكن السلطة الفلسطينية قررت إضاءة الشجرة هذا العام من دون مشاركة شعبية في إطار تدابير الوقاية من كورونا.
(فرانس برس، العربي الجديد)
(الصور: فرانس برس، الأناضول، Getty)