لم يسلم أي مستشفى في قطاع غزة من الاستهداف خلال أشهر العدوان الإسرائيلي، والكثير منها تعرض لأشكال من التدمير، فيما تعرضت أخرى لأضرار كبيرة منعتها من تقديم الخدمة الطبية.
واجتاح جيش الاحتلال المستشفيات المركزية في القطاع، وعلى رأسها مجمع الشفاء الطبي، بحجج مختلفة، وبعض المستشفيات جرى اجتياحه عدة مرات، وإحداث دمار هائل في المباني والأجهزة، وإجبار الأطقم الطبية على المغادرة، واعتقال بعض منهم، ضمن سياسات ممنهجة.
وأدت تلك الجرائم الإسرائيلية المتكررة إلى إخراج 34 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزة من الخدمة بالكامل، ومنذ إعلان وقف إطلاق النار، يسعى القطاع الطبي إلى التعافي، لكن إعادة تأهيل المستشفيات تحتاج إلى وقت وجهد وتمويل، ما دفع إلى الاعتماد على المستشفيات الميدانية.
وفور وقف إطلاق النار، أكدت وكالات الأمم المتحدة، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، تكثيف استجابتها الصحية في غزة، ويشمل ذلك العمل على إمداد المستشفيات بالأدوية والمستهلكات الطبية، فضلاً عن الوقود اللازم للتشغيل، لكن لاتزال هناك أزمة كبيرة في الطواقم الطبية مقارنة بالأعداد الكبيرة للمرضى والجرحى.
وتعد مستشفيات محافظتي غزة والشمال الأكثر تضرراً خلال العدوان الإسرائيلي، خاصة وأن المحافظتين كانتا تضمان أكبر مستشفيات القطاع، وكلها تقريباً مدمرة، ومع عودة النازحين إلى الشمال، تتزايد الحاجة إلى مرافق الرعاية الطبية.
(العربي الجديد)