على ركام أحد المنازل المدمرة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يجتمع أطفال نازحون حول الفنان الفلسطيني مهدي كريرة وهو يقدم عروضاً مسرحية بمجسمات دمى (ماريونيت). ووسط الدمار والخراب الناجم عن الحرب الإسرائيلية على القطاع، يسعى إلى إدخال الفرح والسرور إلى قلوب الأطفال.
وخلال العروض المسرحية التي يقدمها كريرة، تظهر السعادة واضحة على وجوه الأطفال الذين نالت الحرب من ابتساماتهم، إذ يشاهدون عروض الدمى بحثاً عن الفرح والأمل بالحياة رغم الظروف القاسية التي يعيشوها في القطاع منذ عشرة أشهر.
وتعد تلك العروض متنفساً للأطفال بعيداً عن أصوات الطائرات والمدافع والغارات الإسرائيلية، ومشاهد القتل والدمار المتكررة يومياً.
ويصنع مجسمات دمى "ماريونيت" من العلب المعدنية الفارغة من مخلفات المساعدات الغذائية للقطاع. ويستخدم أدوات بسيطة لإعادة تدوير المواد المتاحة، مثل العلب الفارغة والخيوط وقطع الكرتون. ويقول: "رغم استشهاد أكثر من 60 فرداً" من أبناء عائلته خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أنه يواصل تقديم العروض المسرحية للأطفال "لمنحهم لحظات ممتعة ومليئة بالبهجة في ظل ظروف الحرب القاسية".
ومؤخراً، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن أطفال قطاع غزة "يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم".
(الأناضول)