أجمل ما تنقله ليالي شهر رمضان هو الاحتفال بروح الجماعة. بعد غروب الشمس تعجّ المساجد بالمشاركين في صلاة التراويح، ما يعزز الشعور بالسلام والروحانية، ثم تزدحم الشوارع والأسواق وأماكن الترفيه، حيث يلتقي الناس بمختلف طبقاتهم الاجتماعية.
ترحب هذه الأماكن بالجميع، للمساهمة في نشر البركات المشتركة لشهر الصوم، وزرع الابتسامات على كل الوجوه، وتوفر كل متطلبات الأجواء المميزة من زينة زاهية في الشوارع، واستقبال يليق بروحانية الشهر في المساجد، وأيضاً باستقبال ممتع جداً في الأسواق والملتقيات في الهواء الطلق، أو في المقاهي والمطاعم التي تجعل اللقاءات والسهر ذات نكهة خاصة.
ويتمسّك كثيرون في البلدان العربية وأنحاء العالم بأن يكونوا جزءاً من المشاهد الحيّة لرمضان، حين لا تهدأ الشوارع بسبب حركة الناس، خاصة أسواق المناطق الشعبية، وقرب المساجد الكبيرة، وتمشي العائلات على مهل في وقت يلهو فيه الأطفال، وتصدح المساجد بتلاوة القرآن.
تقول سيدة عراقية: "نفضل المطاعم الشعبية التي تقدم أسعاراً مناسبة لنا. نختار كل ليلة مطعماً مختلفاً للسحور، ما يجعل رمضان أكثر متعة. الأجواء في ليالي رمضان مختلفة، وأفراد أسرتي يحبون مشاهدة الطقوس الرمضانية الليلية، حتى إن ابني الصغير الذي لم يكن متحمساً في البداية، صار ينتظر لحظة خروجنا كل ليلة بشوق. نحب تجربة الأطباق الشعبية المختلفة، لكن تظل المشاركة في الأجواء هي الأهم".
(العربي الجديد)