كوفيات العالم... شعوب ترفض الحرب الإسرائيلية
ترمز الكوفيات الفلسطينية تاريخياً إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وقوة النضال لاستعادة الأرض المسلوبة منذ عقود، هي اليوم كوفيات العالم الذي يكثف تحركاته ويتوحّد أكثر وأكثر يوماً بعد يوم لرفض الحرب الإسرائيلية على غزة التي تخطت كل حدود القتل والتدمير، وإبادة الإنسانية البريئة والمجرّدة من أي وسيلة للرد على القذائف والصواريخ والقنابل، وأي نوع من السلاح.
تنتشر كوفيات العالم بكثافة في الشوارع والساحات. تعبر بهدوء أحياناً بين الناس، وقد ترفع الصراخ أحياناً أخرى لنقل الأوجاع عن غزة المنكوبة إلى الناس الذين يعيشون فعلياً في عالم آخر، وأيضاً للفت الأنظار إلى ضرورة التفاعل حالياً مع مطلب وقف النار.
والأهم أن كوفيات العالم تتصدر مشهد التنديد بالحرب على غزة في دول دعمت العمليات العسكرية الإسرائيلية، ومنحتها الضوء الأخضر من دون استحقاق بالطبع للتمادي في العدوان، ما يظهر الانقسام الكبير بين مسؤوليها وشعوبها، وأيضاً اختلاف المصالح بين السياسة والإنسانية التي باتت أكبر وأكبر اليوم، في وقت سقطت الوسائل الدولية لردع الانحدار السياسي الذي لا يراعي الحق، بل الباطل بالدرجة الأولى، وهو ما تمثله إسرائيل بامتياز لا غبار عليه.
في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى تظهر الكوفيات بكثافة، ولا يرتديها ناشطو القضية الفلسطينية فقط، بل أبناء البلاد نفسهم من طلاب ومدنيين، أما في الدول العربية، فالكوفيات هي شراكة القضية والقلب الواحد دائماً.
(العربي الجديد)