كفاح الباعة... فقط من أجل "البقاء أحياء"
يخوض الباعة في الأسواق، وأولئك الذين يفترشون الأرصفة في الشوارع، كفاحاً كبيراً، أو ربما مريراً، في رحلة البحث عن لقمة عيشهم التي باتت أكثر صعوبة اليوم، في زمن الضيق الاقتصادي المرتبط بما بعد مرحلة تفشي فيروس كورونا الجديد الذي أثر سلباً على الأعمال في كل المجالات، وبالتالي على فرص كسب المداخيل الجيدة التي تعزز القدرة الشرائية للناس، وتزيد رغبتهم في الحصول على ما يريدون من سلع يومية ومقتنيات.
يعلم هؤلاء الباعة أن حالهم من حال زبائنهم أصحاب الدخل اليومي والفقراء الذين لا يستطيعون شراء مخزونهم الغذائي لفترات طويلة من مجمّعات ومتاجر كبيرة وأسواق، كما يفعل بعض الميسورين.
واللافت أن الباعة يدركون أن الأرباح التي يحققونها متواضعة، لكنهم يحبون أيضاً الاختلاط بالناس والشعور بدوران عجلة الحياة حولهم، في حين ينحصر هدفهم في تلبية احتياجاتهم واحتياجات أسرهم في ظروف صعبة، خصوصاً أنهم متروكون لمصيرهم، بلا أي دعم، إلا في حالات استثنائية جداً، كما حصل في إسبانيا عام 2015 حين أنشئت نقابة للبائعين الشعبيين رفعت شعار "البقاء على قيد الحياة ليس جريمة"، من أجل توفير نوع من التضامن الجماعي في مواجهة الظروف المعيشية القاسية، وأيضاً من أجل الدفاع عنهم ضد العنصرية ومحاولات التجريم، باعتبار أن لا إطار قانونياً لمشاريعهم غالباً، ولا قدرة لهم على مواجهة أي تضييق من أي نوع أو منافسة أو انتكاسة في الأعمال.
(العربي الجديد)