قصب السكر... زراعة وعصير بنكهة مصرية في غزة
قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ذو جو معتدل، يواجه المزارعون فيه صعوبةً في استثمار أراضيهم بزراعة قصب السكر، الذي يحتاج إلى مياه وفيرة ودرجات حرارة مرتفعة. مع ذلك، زُرعت مساحات ملحوظة بالقصب شرقي مدينة غزة، تعود ملكيتها لعائلة مختصة في بيع وتوزيع عصير القصب، ومساحات أخرى شرقي مدينة خان يونس تعود ملكيتها لمزارع استقدم هذه الزراعة من مصر، حيث كان يعمل فيها.
قصب السكر من النباتات الشتوية ذات الفوائد العديدة، إذ يستخرج سكر المائدة منه، كما يوصف لعلاج أمراض الكلى والمعدة والجهاز البولي والتناسلي أيضاً. ومثلما تشتهر مصر بعصير القصب، بات هذا العصير في غزة، بمجتمعها القريب في عاداته من مصر مع الاختلاط المباشر المتواصل منذ عقود، من ركائز الثقافة، إذ يقبل عليه الناس بكثرة.
بلال سعد، أحد أبناء صاحب مزرعة قصب السكر شرقي مدينة غزة، وصاحب أحد فروع محال عصير القصب في غزة، يقول لـ"العربي الجديد": "توارثنا هذه المهنة من أجدادنا الذين عملوا في الأراضي المصرية منذ الستينيات. وفي أواخر التسعينيات أيضاً استطاع والدي أن يجلب إلى غزة عدّة عُقد (بذور) من القصب، وتمكن من زراعتها على مساحة صغيرة، وبمرور الوقت أصبحت دونمات من قصب السكر المصري، الذي يعتبر ذا جودة أعلى من البلدي، الذي كان في مزارعنا. يتابع: "تعرّضت مزرعتنا مرات عدة للتدمير والتجريف والقصف من جانب الاحتلال الإسرائيلي، لكن، في كلّ مرة كنا نعاود استصلاحها وزراعتها بالقصب".
عن مراحل زراعة وحصاد وعصر قصب السكر، يقول سعد إنّه بعد وضع العُقد بالتربة وانتظارها عاماً كاملاً، تنضج في بداية فصل الشتاء، فيقشر القصب في المزرعة للتأكد من نضوجه، ثم يقطع بالسكاكين المخصصة، ويجمع في أربطة، ويصدّر إلى المعاصر، وهناك يجري غسله جيداً، وضربه بمطرقة خشبية مخصصة، وأخيراً يُدخل إلى المعصرة الكهربائية التي تحول هذه العيدان الصلبة إلى عصير طيب المذاق.
(بعدسة: محمد الحجار)