دفعت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 فلسطينيي غزة إلى مواجهة أشد أنواع الانتهاكات الإنسانية التي تعددت صورها. ومع مرور الأيام والأشهر بلا أي حلول جذرية للتدهور الإنساني الذي تخطى كل حدود القوانين والشرائع والمعاهدات الدولية، بات أبناء غزة لا يملكون إلا خيار الانتقال والخروج من موضع إلى آخر وأرواحهم على أكفّهم، بحثاً عن أن وسيلة للبقاء أحياء، وهو أمر صعب فعلياً.
وفي سياق إيجاد لقمة العيش الضرورية يجازف منكوبو الحرب الشرسة جداً ويواجهون مخاطر كبيرة بحثاً عن مساعدات غذائية تحديداً تعتبر شحيحة في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي بعد الثاني من آذار/ مارس الماضي، وتتعرض أيضاً لعمليات نهب وسرقة من عصابات. وفي ظل بذلهم جهوداً كبيرة لمحاولة الحصول على بعض هذه المساعدات بعدما باتوا عاجزين عن توفير أبسط احتياجاتهم، يتعرضون لمخاطر القصف الذي قد يستهدفهم في الشوارع في أي لحظة مع استمرار العمليات العسكرية.
قال حسن أبو راجي لـ"العربي الجديد": "انتظار المساعدات رحلة موت إجباري في ظل انعدام فرص توفيرها طبيعياً، أو شرائها بأسعار تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية المتردية، وقال: "نخرج بعد صلاة العشاء بأمل الحصول على كيس طحين أو مواد غذائية، ونعود فارغي الأيدي. وفي ما يتعلق بالمخاطر يسيطر الخوف علينا في ظل إطلاق النار الدائم والقصف، ويشعرنا ذلك بعجز".
(العربي الجديد)