يمكن القول إن إبريل/ نيسان الجاري كان شهر العواصف الترابية في مختلف أنحاء العالم. شهد لبنان عاصفة رملية قدمت من مناطق صحراوية في شمال أفريقيا، وغطت طبقات كثيفة من الغبار عدة مناطق ساحلية. وقبل ذلك، شهدت دول عدة، أبرزها العراق والكويت وأجزاء من السعودية وقطر، موجة من العواصف الترابية الشديدة التي أدت إلى حالات اختناق بالآلاف، وتعطيل الحركة المرورية، وتحويل الدراسة عن بعد أو إلغائها في بعض المناطق. وكان برنامج الأمم المتحدة للبيئة قد أشار إلى أن العراق قد يشهد 300 عاصفة ترابية سنوياً بحلول عام 2026، ما يضع البلاد أمام تحديات خطيرة تتطلب حلولاً عاجلة لتفادي التأثيرات في صحة السكان، وفي الاقتصاد والبنية التحتية. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تساهم موجات العواصف الرملية والترابية في تلوّث الهواء مباشرة عن طريق زيادة معدّلات تركيز الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء. ويمثل الغبار في بعض المناطق مصدراً رئيسياً لتلوّث الهواء بالجسيمات الدقيقة العالقة فيه.
كما يساهم تغيّر المناخ في انتشار ظاهرة التصحّر التي قد تزيد بدورها معدّلات تواتر هبوب العواصف الرملية والترابية وانتشارها. وأشارت المنظمة إلى أن إقليم شرق المتوسّط التابع للمنظّمة ومناطق أخرى شهدت مؤخراً زيادة مفاجئة في معدّلات تواتر هبوب العواصف الرملية والترابية ومدة العواصف وشدتها.
(العربي الجديد)