بعيداً عن الأزمات والحروب وحتى الكوارث الطبيعية التي تعصف بحياة كثيرين، هناك عالم مستقر وهادئ يوفر أحد الحقوق الأساسية للإنسان، كي يستطيع العيش على نحو تحترم فيه ذاته. هذا العالم موجود حقاً بعيداً عن التوتر وعوامل القلق التي يمكن القول إنها تأخذ الناس إلى مكان لا يستحقونه، كما قد تجعلهم يهدرون وقتاً ثميناً في هذه الحياة لدرجة أنها قد تصبح بلا معنى عبر البحث عن وسائل للتكيّف والصمود والتصرف بطريقة مختلفة عن الأنماط الطبيعة الإنسانية.
يعيش أشخاص كثيرون في عالم مستقر يتوافق مع مصالحهم عموماً ويكرّس مفاهيم الانسجام والتناغم مع حقوقهم في التمتع بخصوصيات السكينة في المنزل، أو مكان العمل، أو محل العبادة، أو المرافق العامة، وفي ظل أنظمة تضبط وتردع أي فعل أو سلوك قد يحرمهم من الراحة. وليس هذا العالم محصوراً بأماكن أو أزمنة محدودة قد تظهر في لقطات فيديو أو صور، بل امتداد واسع لحالة الانصهار في أجواء طبيعية يوفرها المحيط والناس الذين يتشاركون هذه الأجواء.
ولا شك في أن الركيزة الأولى للعالم المستقر هي الأمن الذي يعني غياب حالة الخطر أو الشعور بالقلق على الحياة أو المال، كي يطمئن الإنسان على نفسه. وهذا لا يقاس على المستوى الفردي فقط، إذ يساهم المجتمع كله في تحقيقه، وعلى رأسه الدولة التي يجب أن تتجنب العواصف الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية، وتبذل كل جهدها لتحسين حقوق الفرد، عبر تجنيبه ارتدادات الأزمات أو المشكلات العامة.
(العربي الجديد)