طائر السمّان... لا غنى عنه في قطاع غزة
لطالما اشتهر سكّان قطاع غزة بصيد طائر السمّان المهاجر، المعروف محليّاً باسم طائر الفِرّي، ويُشبه نوعاً ما الدجاج إلّا أنّ حجمه أصغر. وعادة ما يُهاجر هذا الطائر في فصل الخريف قادماً من أوروبا وصولًا إلى سواحل القطاع، ويكون الغزيون في انتظاره ويجهّزون شباك الصيد.
مؤخّراً، بدأت مهنة صيد هذه الطيور تختفي شيئًا فشيئًا، بسبب قلّة عدد تلك المهاجرة نحو القطاع نتيجة لتغيّر المناخ. وبالتالي، لم تعد هذه الطيور متوفرة في الأسواق. وعادة ما يحبّ الغزيون تناول اللحوم البيضاء، ويطهونها مع الحساء، خصوصًا للنساء المرضعات. وأحياناً، يختارون شيّها للأزواج. وتعد هذه الطريقة في الطهي جزءًا من العادات والتقاليد في المنطقة.
في هذا الإطار، عمد المواطن مصطفى أبو عودة، وهو من سكان مدينة خانيونس بجنوب قطاع غزة، إلى إنشاء أول مزرعة لتربية طائر السمّان، ساعياً إلى توفير هذا النوع من الطيور في الأسواق، وعلى موائد الغزّيين بأسعار مناسبة. ويقول: "جاءتني فكرة المشروع بعد توقف مهنة صيد الطيور المهاجرة، وازدياد الطلب على هذا الطائر في الأسواق. جلبت بيض هذا الطائر واعتنيت به حتى موسم التكاثر، وذلك من خلال تأمين الإضاءة المناسبة والحرارة والغذاء المطلوب، ما أدّى إلى تكاثره. واليوم، أصبح في إمكاني تزويد المحال بهذا الطائر. كذلك، يقصدني أهل المدينة من مختلف المناطق لشرائها. وصار هذا الطائر متوفراً على مدار العام.
(بعدسة: محمد الحجار)