صيف الكوارث... الأرض لا تعرف الهدوء
ضرب صيف 2021 الأرض بكوارث طبيعية لا سابق لها، فاق حجمها كل تحذيرات الخبراء من أخطار ظواهر التغيّر المناخي، وأبعادها التي توقعوا أن تظهر خلال المديين المتوسط والطويل، لكنها تصنع أحداثاً اليوم، ومن بينها موجات الحرّ الشديد في كندا والولايات المتحدة الأميركية التي تسببت بحرائق مهولة ووفيات كثيرة، في ظل الحديث عن عوامل طبيعية لم يعرفها البلدان في تاريخهما، وبينها ضغوط جوية عالية حبست الهواء الساخن وسط حرارة قياسية ناهزت 50 درجة مئوية.
وكان لافتاً تعليق رجال إنقاذ اعتادوا مكافحة حرائق غابات كبيرة في الولايات المتحدة بأنهم يستغربون "كيف تغذي الحرائق نفسها بنفسها، وتتسبب حتى في حدوث برق بولاية كاليفورنيا"، في حين رأى علماء أن تغيّر المناخ جعل هذا الحدث أكثر احتمالاً 150 مرة على الأقل.
في أوروبا والصين، خلّفت فيضانات أضراراً هائلة وخسائر بشرية قال علماء إنها "نتجت من هطول كمية أمطار خلال يومين فقط تفوق تلك التي تتساقط عادة خلال فترة شهرين. وأكد علماء أن حصول هذه الكوارث الطبيعية كان أمراً مستحيلاً تقريباً لولا الاحترار الذي صنعه الإنسان.
أيضاً، شهدت الهند حوادث انزلاق تربة نجمت عن أمطار موسمية غزيرة رفعت خلال 24 ساعة مستوى المياه إلى 3,5 أمتار في بعض المناطق، واستدعت مشاركة فرق غواصين متخصصين تابعين لسلاح البحرية في عمليات الإنقاذ.
(العربي الجديد)
(الصور: فرانس برس، Getty)