يتطلع السوريون بعدما عانقوا الحرية إلى استعادة الحياة بكل وجوهها الحسنة، والتي تليق بهم وتتلاقى مع طموحاتهم وأحلامهم في أرضهم ووطنهم.
انتظروا طويلاً أن يتحرروا من ظلم وقهر نظام الأسد المخلوع، ومواكبة مسار الحياة الكريمة، لذا كانت أفراحهم كبيرة في الميادين، وابتساماتهم كبيرة في الشوارع والأسواق التي يتنقلون فيها وأماكن عملهم للتعبير عن الأمل بغد أفضل.
بالنسبة إليهم يفتح سقوط نظام الأسد الباب لتغيير يتجاوز إطار المرحلة الحالية والتحديات الأمنية والاقتصادية والعمرانية وسواها الكثيرة جداً، إلى إثبات حضارة وطن وشعب يجب أن يظهر بأفضل حلته على الوطن العربي والعالم، وهو ما يستحقه فعلاً استناداً إلى تاريخ سورية وقيمة شعبها الذي يحب العيش والانفتاح على الآخرين.
ولا شك في أن تحقيق التطلعات الإيجابية والسعيدة يستدعي تضافر كل الجهود وعملها يداً واحدة من أجل الوطن. وتقول
لبنى حبيب المقيمة في مدينة حمص: "يجب تجاوز الانقسامات التي زرعها نظام الأسد، وإعطاء فرصة لمكونات المجتمع السوري لإعادة اللحمة بينهم استناداً إلى المحبة والتسامح".
في أماكن كثيرة من سورية، تظهر بوضوح اليوم ملامح التحرر من الخوف من سطوة الأمن السابقة، والتكلم عن الحاضر واستعادة ذكريات الماضي. إنه هدوء الحرية الذي يجب أن يجلب مكاسب كثيرة للناس، لذا فالعمل المطلوب كبير، وربما لا حدود له، لأن الخسائر التي خلّفها النظام المخلوع كبيرة، ولا يمكن تعويضها بسهولة.
(العربي الجديد)