حياة الخيام من المظاهر الأكثر تعبيراً عن الحجم الكبير لمعاناة فلسطينيي غزة خلال أشهر الحرب الإسرائيلية الـ15، وهي أيضاً المظهر الميداني الطاغي حالياً بين كيلومترات الركام والحرمان الواسع الذي يشكل وسيلة ضغط كبيرة على الغزيين وسط شعارات التهجير الأميركية، في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في 16 يناير/ كانون الثاني الماضي.
في رحلات العودة إلى مناطقهم نقل الغزيون معهم فرشهم وأمتعتهم الشخصية وملابسهم القليلة، وكانوا يأملون في أن يجدوا بعض المستلزمات الباقية في منازلهم، لكن غالبيتهم وصلوا إلى مواقع الدمار الشامل حيث لا يوجد شيء.
عاد البعض أدراجهم إلى الأماكن التي انتقلوا منها، في حين قرر آخرون تجديد حياة الخيام بين الركام في المواقع التي وصلوا إليها بعد صعوبات كبيرة أيضاً، وانتظار أن يتحقق الأمل في وصول المساعدات الإنسانية كي يعوضوا ما خسروه، لكن ذلك لم يحدث حتى اللحظة.
الخيام هي الحل الوحيد لفلسطينيين كثيرين قرروا عدم الاستمرار في العيش بعيداً عن مناطقهم، وهي ما يواجهون به تحديات الطقس السيئ خلال الشتاء الحالي وانعدام مقومات الحياة.
المساعدات الخاصة بالإيواء والحماية من البرد هي أهم ما يطلبه فلسطينيو غزة في ظل فقدان مصدر الدخل. يقول أحدهم: "تكثيف المساعدات الإنسانية ضرورة ملحة، فالعائدون يعيشون ظروفاً مأساوية نتيجة فقدانهم بيوتهم، وانعدام الكهرباء والماء الذي يتزامن مع الأجواء الباردة والتقلبات المناخية".
(العربي الجديد)