كل شيء يُصيب فلسطينيي غزة بحسرة كبيرة حالياً. بعد أشهر من التعرّض للعمليات العسكرية الإسرائيلية الشرسة التي أزهقت أرواحاً كثيرة وخلّفت جرحى كثيرين، ومواجهة النزوح مرات والعيش بغذاء قليل وبلا مياه وكهرباء وتحت خيام مشرّعة لتهديدات الاقتلاع من الرياح الشديدة في الشتاء ولهيب الصيف، انتقلوا إلى مواجهة حقيقة انعدام الحياة في مناطقهم وأحيائهم التي باتت غالبيتها ركاماً.
حتى توق البعض إلى السكن في جوار أنقاض منازلهم المدمّرة ظل حلماً لم يتحقق، وقال أبو أحمد: "الدمار كبير، ولا يوجد متر واحد يمكن العيش فيه. رأيت بيتي كأنني أقرأ الفاتحة على إنسان ميت. سأعود كي أكمل حياة الخيام، لكنني مؤمن وعلى يقين بأن غزة ستنهض وستعود إليها الحياة، وأننا سنعود إلى بيوتنا". أما رشا حسونة فقالت: "نرجع وين (أين)، وليش (لماذا) نرجع؟ بيوتنا دمّرت ومستقبلنا ضائع وحياتنا انتهت. هل من المنطق أن أذهب إلى غزة وألقى في الشارع؟".
وقد دفعت هذه الحال كثيرين عادوا فور إعلان وقف النار في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي إلى سلوك الطريق العكسي مجدداً إلى جنوب القطاع تحديداً كي يستطيعوا الإفادة قليلاً من أدنى مقومات الحياة مثل المياه ونقاط شحن البطاريات والهواتف وانتشار مدارس تعليمية، وتوفر الإنترنت، وربما بيوت متنقلة قد تتوفر قريباً وتحسّن الحياة.
(العربي الجديد)