شكّل استنئاف التصعيد العسكري الإسرائيلي في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء الماضي، صدمةً للسكان الذين كانوا يحاولون، خلال الفترة السابقة من وقف إطلاق النار، العودة إلى القليل المتوفّر من مظاهر الحياة الطبيعية، وهي في حدّها الأدنى حالياً ليس بسبب الانتشار الواسع للدمار فحسب، بل بسبب انقطاع المساعدات خلال الأسبوعين الأخيرين.
لا يَخفى أن القلق والتوتر يرافقان سكان غزة منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وحتى خلال نحو شهرين من وقف إطلاق النار كانت الحال مماثلة في ظل صعوبة التعامل مع الوضع السائد، على صعيد انعدام كل مقومات العيش والبنى التحتية للخدمات الحيوية، وأيضاً في ظل فقدان الرؤية للاستقرار المستقبلي الذي تحوّل إلى واقع مع تجدد العدوان. تصف امرأة الوضع بعد تجدد الغارات الإسرائيلية بأنه "محزن، ففي كلّ مرة أستعد للعيش على نحوٍ طبيعي، يأخذ شيء هذه الفرصة، الحياة هنا أصبحت صعبة للغاية، ووقف إطلاق النار كان أملنا الوحيد لتحقيق القليل من الاستقرار"، وتقول امرأة أخرى: "عدنا فوراً إلى أجواء الحرب المقيتة، استفقنا على أصوات الرعب والاستغاثات والبكاء وصور الدماء والأشلاء، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد خلق حالة من الضبابية، وإبقاء الفلسطينيين تحت رحمة التوترات وفي واقع مليء بالضغوط السياسية والاجتماعية المتزايدة من هاجس العودة إلى دائرة العنف".
(العربي الجديد)