يُجمع خبراء في العالم على أن بيئة غزة ستكون في طليعة تحديات ما بعد الحرب. ويؤكدون أنه في قلب تحديات التعامل مباشرة مع ملوّثات التدمير الشامل المنتشرة في الأرض والجو، والانهيار الكامل للبنى التحتية الذي جعل السكان يعيشون بلا مياه صالحة للشرب ووسط المياه الآسنة والنفايات، وأشكال أخرى من التدهور البيئي للمساحات الصالحة للزراعة وتوفير أنواع الغذاء، هناك تحديات احتواء نتائجها السلبية على المديين المتوسط والطويل.
وفي وقت يطرح خبراء كثيرون السؤال حول إذا ما كانت ستظل غزة مكاناً يصلح للعيش على الصعيد البيئي بعد التدمير الشامل الذي واجهته خلال أشهر الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لا بدّ من توقع استمرار معاناة فلسطينيي غزة الذين جعلتهم الحرب بلا أي حيلة في مواجهة كل أنواع المشاكل الحياتية، والتي كان آخرها التكيّف مع الظروف القاسية لفصل الشتاء الذي يترافق مع موجات من البرد القارس التي ترتبط بطبيعة القطاع نفسه من جهة، ومن جهة أخرى بالتغيّرات المناخية الأكثر تطرفاً التي باتت تواكب كل الفصول.
وما سيُخالف هذا التوقع السلبي هو حجم المساعدات التي لا بدّ أن تتوفر للغزيين في كل المجالات، وإمكان تنفيذ حلول سريعة لمعالجة الآثار البيئية للحرب، خصوصاً على صعيدي الغذاء والمياه الضروريين لحياة الناس ولمدّهم مجدداً بمعنويات النهوض والتمسك بالعيش في أرضهم.
(العربي الجديد)