يومياً، تكرّر المنظمات الأممية والإنسانية مناشدتها بضرورة وقف إطلاق النار، في ظل المأساة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة. تكرارٌ لا يلقى أية استجابة. يومياً، تشير إلى أن حجم الكارثة يكبر، لتعيد المناشدات في اليوم التالي. قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ينس لايركه، اليوم الجمعة، أنه "إذا كان هناك جحيم على الأرض الآن، فهو شمال غزة".
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئن الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، دعا إلى وقف "المذبحة" في قطاع غزة، قائلاً "إنها فرصتنا الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا". أضاف أن الأطفال الذين قُتِلوا في غزة لم يكونوا "إرهابيين أو حيوانات بشرية أو أشخاصاً يجب محوهم".
كلّ هذه الكلمات لم تلق صدى لدى المجتمع الدولي، للحدّ من آلة القتل التي لا ترحم أهالي غزة، الأطفال منهم والنساء وكبار السن والرجال. والمأساة غير محصورة بالقصف، بل بنفاد كل ما يمكن أن يبقيهم على قيد الحياة. يعيش الغزيون على الفُتات، فيما يموت المرضى والجرحى في المستشفيات في ظل انقطاع الكهرباء والوقود والمواد الأساسية التي تتيح لهم الإنقاذ.
ما يعيشه الغزيون يتجاوز المأساة. إنه موت يومي. نكبة يومية بموافقة دول العالم. وستبقى الصور والمشاهد تحاصر ضمائر العالم لوقت طويل.
(العربي الجديد)