تحوّلت المساعدات الغذائية في قطاع غزة إلى مصيدة موت، في مشهد مروّع يتكرّر مع كل محاولة للحصول على الطعام؛ جوعى يتجمّعون، رصاص يُطلق، ودماء تسيل فوق ما تبقّى من أرض أنهكها القصف والتجويع والحصار. في منطقة العلم برفح، تحوّل مركز توزيع مساعدات إلى مسرح لمجزرة جديدة أودت بحياة 27 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 90 آخرين، برصاص الجيش الإسرائيلي، وفق وزارة الصحة في القطاع. وأقرّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على فلسطينيين قرب مركز توزيع "مساعدات" في منطقة العلم بمدينة رفح، بزعم وجود "تحرّك مشبوه" تجاه قواته. من جانبها، وصفت حركة "حماس" المجزرة في منطقة العلم بجريمة إبادة جماعية متعمّدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود. ومنذ 27 مايو/أيار بدأت تل أبيب تنفيذ خطة توزيع مساعدات مشبوهة عبر ما يُعرف بـ"مؤسّسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأميركياً، لكنّها مرفوضة من الأمم المتحدة. وقالت المؤسّسة في بيان، إنها "غير مسؤولة عن مقتل فلسطينيين قرب مركز توزيع المساعدات في منطقة العلم برفح". ويجري توزيع المساعدات في ما تُسمى "المناطق العازلة"، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط؛ إذ توقفت عمليات التوزيع على نحوٍ متكرّر في الأيام الماضية بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار، مخلّفة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، كما أن الكميات الموزّعة من المساعدات توصف بأنها "شحيحة جداً"، ولا تفي بمتطلبات مئات الآلاف من الجائعين في القطاع.
(الأناضول)