تشكل المخيّمات الصيفية متنفساً حيويّاً للأطفال والشباب عقب انتهاء العام الدراسي، وزوال ثقل الامتحانات والاختبارات. ففي غضون أسابيع أو حتّى أشهر، تقدّم تلك المخيّمات باقة من الأنشطة الترفيهية والتثقيفية والبيئية والتوعوية. وفي أكثر من دولة حول العالم، تنطلق المخيّمات لتستقبل موسم الصيف بروحية متجدّدة، منها ما يتخصّص بالموسيقى والرقص والمسرح والفنون التشكيلية، ومنها ما يعزّز مهارات السباحة وتقنيات الغوص.
بينما تنشط مخيّمات أخرى بتمكين المشاركين من تسلّق الجبال وخوض المغامرات والأنشطة الرياضية، وحتى التمرّغ بالوحول والمشاركة بتدريبات تشبه إلى حد ما التدريبات العسكرية. أما الصفوف المعرفية فتتميز بنكهة خاصة، إذ تساهم بصقل شخصية الأجيال الناشئة وتحفيز مواهبها وتنمية معارفها. وتحمل مخيّمات عديدة رسائل تتخطى التسلية والمرح، لترسخ مفاهيم السلام وحقوق الإنسان، وأهمية احترام البيئة والحفاظ على الأرض والموارد.
وفي أحضان الطبيعة أو داخل باحات داخلية وساحات خارجية، يتحلق هواة الألعاب ومسابقات المنافسة والتحدي، يُبرزون ما لديهم من طاقات، وكأن المخيّمات الصيفية فرصة للتعبير عن مكنوناتهم ومشاعرهم، وإطلاق العنان لابتكاراتهم الأدبية والعلمية، بعيداً عن صخب الحروب ومآسيها وعن هول الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية.
هي بسمةٌ تنسجها المخيّمات الصيفية ونفحة أمل في زمنٍ ترتبط فيه عبارة "مخيّمات" بمأساة النزوح واللجوء.
(العربي الجديد)