مع حلول فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة إلى معدلاتٍ غير مسبوقة في بعض الأيام، يبقى البحر والشاطئ الملاذ الأحبّ إلى قلوب الكثيرين. يعدّون العدّة، يرتدون لباس البحر ويحملون ما لذّ وطاب، ولا يغفلون عن تجهيز حقائبهم بما يحاكي هواياتهم ورغباتهم. من السباحة إلى كرة اليد والقدم والكرة الطائرة، فقراءة الكتب والروايات. ومن الاسترخاء على الرمال وتسمير البشرة إلى ضحكات الأطفال واستمتاعهم برذاذ المياه وتقلبات الأمواج، وانشغالهم بدلوٍ بلاستيكي وعدّة صغيرة ينحتون بها أشكالاً مدهشة.
ووسط ما يشهده العالم والمنطقة من تصعيدٍ عسكري وحروبٍ وأزماتٍ اقتصادية وبيئية، يصمد البحر بأمواجه العاتية، ليرسم لوحة ساحرة، بمده وجزره، برماله وصخوره، بصخب نهاره وسكون ليله. ويبقى بسعة امتداده تلك الفسحة التي تلاقي السماء بلونها الهادئ، تحتضن الشباب والكبار والصغار، تفتح لهم آفاق اللعب والمرح واللهو، وتتيح الغوص في مبارياتٍ تنافسية شيّقة.
وتحت أشعة الشمس، يفترش الهاربون من ضغوط الحياة والأزمات والحروب بساطهم، علّ المياه تبرّد قلوبهم. ومع ساعات الفجر، أو بعد منتصف الليل، أو في أي وقت، يقصد الصيادون مصدر رزقهم، يرمون صناراتهم وشباكهم، وفي نفوسهم أمل برزقٍ وفير، فالبحر موطئ الغني والفقير، ومتنفّس للحالم والممتنّ والمكتئب، وكأنه بروعة مغيبه يسدل الستار على بؤس الحياة وغدرها، ويطلق بطيوره نغمة تنشد الأمان والسلام.
(العربي الجديد)
1- تشاركها الطيور فرحتها بوقف الحرب، لبنان، 29 نوفمبر 2024 (مراد سنغول/الأناضول)
2- ساحة للتحدي وإبراز المواهب، قطر، 14 ديسمبر 2022 (غابرييل بويز/فرانس برس)
3- فرحة لا توصف، لوس أنجليس، 18 يونيو 2025 (سارة رينغويرتز/Getty)
4- للمغيب سحره وحكاياته، مصر، 16 مايو 2024 (علي مصطفى/Getty)
5- وللقراءة حصّتها، فرنسا، 15 يونيو 2025 (فرانس برس)
6- يأملون صيداً وفيراً، إندونيسيا، 9 إبريل 2025 (شايدير محيي الدين/فرانس برس)
7- منافسة على شواطئ إنكلترا، 15 يونيو 2025 (كريستيان إيليك/Getty)