اعتاد الإسرائيليون منذ سنوات طويلة أن يربطوا عنفهم المتواصل ضدّ الفلسطينيين بـ"إبادة" أشجار الزيتون؛ لأنّ "تغيير الأرض" يحصل أيضاً عبر هذا التصرف الذي يضاف إلى ما تصفه مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأنه "نمط من استخدام القوة غير الضرورية وغير المناسبة ضد الفلسطينيين".
رعاية الأراضي والوصول إليها مهما كانت المخاطر من بين ثوابت الفلسطينيين في قضية مواجهتهم الاحتلال، ومشاهدتهم اقتلاع وقطع وجرف وحرق الأشجار حدث أقل ما يقال فيه أنّه يهزّ قلوبهم، لذا أول ما يفعلونه في أول فرصة تسمح بوصولهم إلى أراضيهم هو إعادة غرسها كي تتجدّد الحياة.
قالت مرة فلسطينية تعيش في قرية المغيّر شمال شرقي رام الله بعدما رأت جرف آليات الاحتلال أشجار الزيتون: "هذا فعل بلا عقل، وهجوم شرس غير مسبوق. زُرعت هذه الأرض بشجر الزيتون قبل 90 عاماً، وكان والدي يسقي الأشجار ويعتني بها. ورغم أن شقّ شارع استيطاني قسّم أراضي القرية في سبعينيّات القرن الماضي ورغم المخاطر أصرّ والدي على الوصول إلى أرضه ورعايتها".
ويتحدث فلسطينيون عن "إبادة أشجار" عمرها أكثر من مئة عام، واعتبرت مصدر رزق أساسي لكثيرين، والهدف الأول هو تهجير الأهالي، لكنهم صامدون ولن يغادروا. وقال أحدهم في الضفة الغربية: "خلال الأعوام الخمسين الماضية اقتحمت قوات الاحتلال منزلي مئات المرات، ولم أفكر بالرحيل، لكن شراستهم زادت أخيراً".
(العربي الجديد)