صمدت خيام النازحين في غزة بالكاد أمام الأمطار التي هطلت خلال الأيام الأخيرة، وتدفّقت المياه إلى داخلها، ما أتلف الأمتعة والفرش. أغرقت مياه الأمطار مئات من خيام النازحين الفلسطينيين في المناطق الغربية الممتدة من وسط قطاع غزة إلى جنوبه، وفي مدينة غزة المكتظة بعشرات الآلاف من الأشخاص، في ظل موجة باردة ضربت القطاع الذي يعيش جميع سكانه في ظروف قاسية، بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي. وليل الأحد - الاثنين الماضي جرّفت مياه البحر خيام نازحين مشيّدة على الشاطئ. وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل: "لا يُبشّر ذلك بالخير مع اقتراب فصل الشتاء الذي تكثر فيه الأمطار الغزيرة، والوضع الراهن ينذر بكارثة إنسانية حقيقية إذا لم يحصل تدخّل عاجل".
وإلى جانب المعاناة من النزوح والأمطار، تهدد مياه الصرف الصحي سكان غزة أيضاً، في ظل انهيار البنى التحتية، وغياب قدرة البلديات على تصريف مياه الأمطار، أو التعامل مع مياه الصرف الصحي، وسط خشية من انتشار الأوبئة والأمراض.
ويفيد الدفاع المدني في غزة بأن نحو 75% من خيام النازحين الفلسطينيين تالفة وتحتاج إلى استبدال أو إصلاحات عاجلة، كي تصمد في الظروف المناخية القاسية، في وقت يرفض الاحتلال إدخال خيام جديدة أو بيوت متنقلة. ويقول النازح إسماعيل الحاج: "نعيش أسوأ واقع يمكن أن يواجهه إنسان. في الصيف نعاني من حرارة تشبه الأفران، وفي الشتاء نعيش داخل ثلاجات".
(العربي الجديد)