أطفال الثلج... فرح ولعب في كل مكان
يعتاد البالغون التعامل مع الهطول الكثيف للثلج باعتباره نكسة، ولو مؤقتة، تعطل أساليب حياتهم الاعتيادية، ونشاطاتهم التي تحاصر بعدم القدرة على التحرك ومواجهة البرد القارس الذي يستدعي متطلبات أكثر للتكيّف مع الأجواء غير المناسبة. كما أن المتغيّرات المناخية الكبيرة في الأعوام الأخيرة والأوضاع الاقتصادية الصعبة أو حتى الصحية المرتبطة باستمرار جائحة كورونا للعام الثالث على التوالي قد تجعل هؤلاء البالغين ينظرون بتشاؤم ضمني إلى الثلج، وسلبياته غير المرحب بها في حياتهم. لكن المشهد الأبيض يغمر الأطفال بسعادة عارمة لا مثيل لها قد تترك ذكريات لا تمحى في حياتهم، خصوصاً إذا تواجدوا في مناطق يندر سقوط الثلج فيها، مثل أولئك في الشرق الأوسط كفلسطين.
وفرضت العاصفة الباردة النادرة الحالية على الشرق الأوسط استيقاظ سكان الضفة الغربية المحتلة والقدس على الحلة البيضاء التي غطت قبة مسجد الصخرة وباحة الحرم القدسي وكنيسة القيامة، ودفعت الأطفال والشبان والأولاد إلى تراشق كرات الثلج، والتزحلق على أكوامه التي بلغت سنتيمترات عدة.
وحتى أطفال الشرق الأوسط الذين يعيشون في قسوة المخيمات التي أوجدتها حروب الكبار غير الإنسانية، يتفاعلون بفرح مطلق مع الثلج، ولا يترددون في الخروج لملاقاته، وملامسة طبقاته وتشكيل أجسام منها، والتأمل في كتل الجماد التي أحدثها، والتي تخلق بعضها صوراً ممتعة خصوصاً عند تجمّد المياه.
(العربي الجديد)