"بومباي" غزة... فاكهة استوائية اخترقت الحصار
"بومباي" هكذا يسمّي أهل قطاع غزة فاكهة الببّايا الاستوائية الشهيرة وذات المذاق الطيّب والحلو، التي تُزرع في القطاع المحاصر في خلال الأعوام الأخيرة. وبعد نجاح زراعة الببّايا في جنوب غزة، حاول مزارعون من مختلف المناطق زراعتها. لكنّها لا تُعَدّ مصدراً للإنتاج أو الدخل القومي أو الاقتصاد، على الرغم من أنّ ثمنها في السوق مرتفع. فهي لا تلبّي الحاجة المحلية إذ تنتج الثمار مرّة واحدة في السنة وبكميات قليلة في منتصف فصل الشتاء أو أواخره، علماً أنّ زراعتها صعبة إلى حدّ ما. وبحسب المطّلعين، هي في حاجة إلى درجات حرارة مرتفعة ومياة وفيرة.
في مزارع عدّة في مناطق مختلفة بقطاع غزة، يمكن للمراقب أن يلحظ مساحات خُصّصت لفاكهة الببّايا التي يعمد الناس إلى شرائها عندما تبدأ بالنضوج. وكثيرون يستمتعون بعصيرها اللذيذ، مع الإشارة إلى أنّه يُخلط مع عصائر فواكه أخرى من أجل المذاق من جهة وبهدف التوفير من جهة أخرى نظراً إلى أنّ إنتاج القطاع من هذه الفاكهة محدود.
وتتمّيز الببّايا باللون الأخضر الفاقع قبل النضوج ثمّ باللون الأصفر الذهبي بعد ذلك. وهي تنمو على أشجار معمّرة كأشجار البلح متوسّطة الطول، إذ ترتفع ما بين مترَين وأربعة أمتار. وتلك الأشجار تأتي شبيهة إلى حدّ كبير بأشجار جوز الهند. من جهة أخرى، تُعَد هذه الفاكهة غنيّة بالعناصر الغذائية من قبيل فيتامين "أ" و فيتامين "سي" والبوتاسيوم والفولات وعناصر أخرى مضادة للأكسدة. ويُقال إنّ فوائدها كثيرة من قبيل مكافحة مرض السرطان والوقاية منه، ومكافحة الالتهابات، وتحسين صحة القلب والشرايين، وتسهيل عملية الهضم، وتعزيز صحة الشعر والبشرة، وعلاج حبّ الشباب، والتنحيف، وتسكين ألم الأسنان، ومكافحة مرض السكري، وتعزيز صحة العظام، والوقاية من الربو، والحماية من أمراض العين، بالإضافة إلى تعزيز جهاز المناعة. لكنّه وعلى الرغم من ذلك، فإنّ الأطباء لا ينصحون النساء الحوامل والمرضعات بتناول الببّايا حرصاً على سلامة الأجنّة والرضّع.