إطلاق رصاص على متظاهرين بمنطقة حدودية جنوبي الجزائر

إطلاق رصاص على متظاهرين بمنطقة حدودية جنوبي الجزائر

15 يونيو 2020
+ الخط -

أطلقت قوات الأمن الجزائرية الرصاص الحي على متظاهرين في مدينة تين زواتين الحدودية مع شمالي مالي والنيجر، وأصابت عدداً منهم بجروح، يرجح وفاة أحدهم متأثراً بإصابته، عندما كانوا يطالبون بإزالة أسلاك شائكة وسواتر رملية أقامها الجيش في محيط المدينة عزلتها عن مناطق أخرى.

ونشر ناشطون شريطا مصورا لمتظاهر سقط على الأرض بعد إطلاق النار عليه وإصابته أسفل البطن، وبقي لوقت ملقى من دون أن يتم التدخل لإسعافه، كما نُشرت صور تظهر مواجهات بين السكان وقوات الدرك (جهاز يتبع الجيش)، وحرق عجلات من قبل السكان.

من جانبها، وزارة الدفاع الوطني نفت مسؤولية قوات الجيش عن مقتل مواطن بالرصاص الحي في بلدة تين زواتين الحدودية مع شمال مالي، أقصى جنوبي الجزائر، وقالت إن مصدر إطلاق الرصاص هو بلدة أخرابن المالية التي تقع على بعد أمتار من البلدة الجزائرية.

ووصف بيان أصدرته وزارة الدفاع، المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تُوجّه أصابع الاتهام لأفراد من الجيش بإطلاق النار، بأنها "معلومات تحريضية"، ونفى "نفياً قاطعاً مثل هذه الادعاءات الباطلة"، وأضاف أنه "أثناء تدخل عناصر حرس الحدود لتهدئة الأوضاع، تم إطلاق النار من مصدر مجهول من إخرابن باتجاه مواقع حرس الحدود، أصيب على إثره أحد الأشخاص المتجمهرين، حيث سارع أفراد حرس الحدود إلى إجلائه للتكفل به من طرف المصالح الصحية، غير أنه فارق الحياة نتيجة خطورة الإصابة".

واندلعت الأحداث بعد مطالبة السكان المحليين والمجتمع المدني، السلطات الأمنية، بتغيير الساتر الرملي والأسلاك الشائكة الحادة التي وضعت محاذية للمناطق العمرانية والمنازل، وتعويضها بسور تكون له أبواب، للسماح للسكان بالمرور إلى الوادي القريب الذي يعد المتنفس الوحيد لسكان المدينة ومصدر المياه الصالحة للشرب، وكذا فتح معابر برية في الساتر للسماح للمزارعين والرعاة بممارسة أنشطتهم والتنقل إلى أماكن تواجد المياه لري مواشيهم. وطالب السكان، حاكم ولاية تمنراست، بالحضور إلى المدينة، وإبقاء باب الحوار مفتوحاً مع السكان حول هذه المطالب ومطالب اجتماعية أخرى.

وطالب ناشطون، رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، وقائد أركان الجيش بالنيابة السعيد شنقريحة، بالتدخل سريعاً لوقف التوتر ووضع حد لقمع السكان، وإجبار السلطات الأمنية على التعامل ومواجهة الوضع بروح من المسؤولية، ودفع السلطات المحلية إلى الاستماع والحوار مع السكان المحليين وممثليهم، كما طالبوا نواب البرلمان في ولاية تمنراست بسرعة إجراء الاتصالات اللازمة لاحتواء الوضع في هذه المنطقة الحدودية الحساسة.

وتُعد منطقة تين زواتين منطقة حساسة على الصعيد الأمني، بسبب التواجد النشط للمجموعات المسلحة التي تنطلق من شمال مالي وترتبط بشبكات التهريب والمخدرات والجريمة المنظمة، إذ يُطبق الجيش على المنطقة في سياق مراقبته للحدود، خاصة منذ التفجير الانتحاري الذي استهدف ثكنة للجيش في منطقة تيمياوين القريبة منها.