الخارجية الفلسطينية: الفريق الأميركي المتصهين يستبدل الحقوق بمشاريع اقتصادية

الخارجية الفلسطينية: الفريق الأميركي المتصهين يستبدل الحقوق بمشاريع اقتصادية

23 مايو 2019
+ الخط -

قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الخميس، إن "ما يقوله الفريق الأميركي المتصهين وما يطرحونه وما يروجون له من أفكار، ما هو إلا إدارة للصراع وليس إنهاءه، ومحاولة لاستبدال الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بمشاريع اقتصادية وبرامج إغاثية لا أكثر".

وشددت الخارجية الفلسطينية في بيان لها، على أن أقوال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، تنم عن نظرة ضيقة قصيرة المدى وسطحية تعكس جهلا مطبقا واستسلاما وتكرارا لرواية الاحتلال حول الصراع، "وهذه بالنسبة لنا أسباب كافية كي نرفض كل ما يقال وكل ما يقدم من أفكار تآمرية تحت مسمى (خطط لتحسين ظروف المعيشة) للفلسطينيين".

وأكدت الوزارة الفلسطينية أن ذلك كله يستدعي ليس فقط رد فعل من الفلسطينيين، وإنما من المجتمع الدولي الذي يجب أن يدافع عن كرامته وعن مبادئه، وعن الشرعية الدولية التي تم تأسيسها منذ عقود طويلة بصفتها الناظم لطبيعة العلاقات بين الدول في إطار مفهوم متعدد الأطراف.

وقالت خارجية فلسطين إن "هذا التمادي الأميركي في الإساءة للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه والتنكر الممنهج للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، يؤسس لسابقة خطيرة في النظام الدولي القائم، وهو ما يعني أن أية دولة معرضة أن تجد نفسها ضحية الفوقية والعدوانية الأميركية رغم اختلاف الظروف والمعطيات".

وأضافت: "أن الدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة هو الدفاع عن هذه القيم والمبادئ والدفاع عن النظام الدولي القائم ومرتكزاته، وهو أيضاً دفاع عن جميع الدول التي قد تتعرض لأوضاع مشابهة مستقبلاً من جانب إدارة ترامب التي ترغب في الإجهاز على النظام الدولي القائم ومنجزاته".

وقالت الخارجية الفلسطينية إن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مواصلة سياستها القائمة على وضع العربة أمام الحصان، من خلال حسم قضايا المفاوضات النهائية لصالح الاحتلال بقرارات أميركية استباقية وإجراءات ميدانية استعمارية بعيداً عن أية مفاوضات، واهمة بقدرتها على بعثرة قضايا الصراع الجوهرية، لتقوم بشطب ما تريد منها وإزاحته عن الطاولة وإعادة ترتيب ما تبقى منها وفقاً لأولويات الحلف الصهيوأميركي وما يخدم مصالح دولة الاحتلال وتوجهات اليمين وأيديولوجيته المتطرفة".

وتابعت: "هذا ما أكد عليه مرة أخرى مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات أمام مجلس الأمن الدولي، عندما اختار مهاجمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) داعيا إلى إلغائها ومنح دورها للدول المستضيفة للاجئين، في دعوة صريحة وعلنية إلى تفكيك الوكالة الدولية، بما يؤدي إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين وإلغاء حق العودة، وبطريقة لا تخلو من الوقاحة والاستعلاء والنظرة الفوقية والتهكم على المجتمع الدولي".

وقالت خارجية فلسطين: "استخف غرينبلات بالشرعية الدولية وقراراتها مُتهما إياها بـ(خذلان) الشعب الفلسطيني، في محاولة ممجوجة لتبرئة الاحتلال والتغطية على جرائمه، كما واصل غرينبلات التحريض على القيادة الفلسطينية، وأغفل أية إشارة بضرورة إنهاء الاحتلال وتحميله المسؤولية عما وصلت إليه أوضاع ومعاناة الشعب الفلسطيني، وعن إفشاله المتعمد لجميع أشكال المفاوضات السابقة وفرص التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع".

ورأت الخارجية الفلسطينية أن "الإدارة الأميركية الحالية تتعامل مع الصراع بنظرة أحادية الرؤية في قراءة الأحداث التي أدت إلى هذا الصراع من حيث جذوره وأسباب استمراره وتداعياته وكيفية إنهائه، وتتجاهل أيضاً قراءة التاريخ والقانون الدولي والمرجعيات الدولية ومرجعيات عملية السلام والواقع على الأرض أيضا".

وأكدت الوزارة الفلسطينية أن "إدارة ترامب تتبنى بشكل كامل الرؤية الإسرائيلية التي أصبح غرينبلات ناطقا رسميا باسمها ومدافعا عنها ويعبر بشكل كامل عن احتياجاتها ومصالحها، ويوفر لها الحماية المطلقة من أية مساءلة أو محاسبة وفقاً للقانون الدولي على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وكأنه ينظر فقط للفلسطيني من زاوية تحسين ظروف معيشته تحت الاحتلال متناسياً حقه في إنهاء هذا الاحتلال وفي مقاومته، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وفقا للقرارات الدولية".