"نداء تونس": تيار يجمد عضوية السبسي وآخر يطرد طوبال

"نداء تونس": تيار يجمد عضوية السبسي وآخر يطرد طوبال

01 مايو 2019
+ الخط -

قرّر تيار في حزب "نداء تونس"، الذي يتزعمه رئيس الكتلة البرلمانية سفيان طوبال، أمس الثلاثاء، تجميد عضوية حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وإحالته على لجنة النظام، بسبب ما اعتبره إضرارا بالحزب لتجاوزاته الجسيمة، في وقت رد تيار آخر برفض رئيس الكتلة ومجموعته.

وخلُص المكتب السياسي لحزب "نداء تونس" الذي يتزعمه طوبال، إلى أن السبسي الابن استنفد جميع الفرص بعد تكرر تشويشه على الحزب وضربه لوحدته، ليتقرر بحسب النظام الداخلي، تجميد نشاطه وإحالته على لجنة النظام الوطنية للحزب.

ونشرت مجموعة طوبال التي تعتبر نفسها حاملة لواء أغلبية أعضاء مركزية الحزب المنتخبين (125 عضوا)، جملة التجاوزات والاختلالات التي ارتكبها حافظ، والمتمثلة في الإضرار بسمعة ومصالح الحزب والخروج عن مبادئه والقيام بأي عمل يضر الحزب أو يؤيد خصومه عليه والإخلال بقاعدة الانضباط والإخلال بواجب الحفاظ على أموال الحزب وممتلكاته أو الامتناع عن تسليمها عند نهاية مهمته في الحزب وعدم الالتزام بقرارات الحزب.

وسرعان ما وصف الشق الثاني الذي يتزعمه السبسي الابن هذه القرارات بالانقلابية الصادرة عن مجموعة برلمانية تبحث عن تشويه قيادة الحزب وكوادره.

ولفت المتحدث الرسمي باسم المجموعة المحسوبة على نجل الرئيس، منجي الحرباوي، إلى أن مجموعة من النواب بالبرلمان بصدد ترويج الإشاعات والمغالطات بشكل غير أخلاقي، وسيتم اتخاذ قرار حاسم بشأنها.

وأضاف الحرباوي في تصريح صحافي، أن هذه المجموعة المنتسبة للكتلة النيابية تبحث عن السطو على الحزب وافتكاك شرعية زائفة، والتموقع بالقوة بعيدا عن الآليات الديمقراطية.

وقررت مجموعة السبسي الابن، في اجتماع طارئ، رفض رئيس الكتلة سفيان طوبال، والأمين العام عبد العزيز القطي، ورئيسة المجلس الوطني أنس الحطاب، ورئيس المكتب السياسي عادل الجربوعي.

وفسرت ذلك في بيان رسمي "بسبب ما ألحقه المذكورون من أضرار جسيمة بسمعة ومصالح الحزب والخروج عن مبادئه وقيامهم بأعمال تخريبية ضدّ الحزب تؤيّد خصومه وتؤلّب الرأي العام والوطني والدولي ضدّه، وذلك في خرق واضح لأحكام النظام الداخلي للحزب".

وفي اليوم نفسه تباحث الشق الذي يتزعمه طوبال مع حزب "مشروع تونس"، الذي يتزعمه محسن مرزوق، حول سبل تنسيق العمل البرلماني وتوحيد العمل الحزبي والسياسي، في إشارة اعتراف وانحياز من حزب مرزوق لهذه المجموعة على حساب نجل الرئيس.

وقال أمين عام حزب المشروع ورئيس كتلته بالبرلمان، حسونة الناصفي، على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن "حركة مشروع تونس استقبلت وفدا من القيادة الجديدة لحركة نداء تونس، وتداول الوفدان في الشأن الوطني والوضع السياسي والإقليمي، وتم الاتفاق على رفع مستوى التنسيق البرلماني بين الكتلتين والعمل المشترك في اتجاه توحيد العائلة الوطنية في إطار النداء التاريخي".

ويرى مراقبون أن حزب "نداء تونس" بلغ درجة من الخلاف والتصادم حد السقوط السياسي بين مكوناته ليتحول الصراع الدائر بين أطيافه إلى طرائف ترافق قرارات التجميد، التي سبق وسلطت على رئيس الحكومة يوسف الشاهد ليتم رفعها دون أن يلتفت لها الأخير أو يتفاعل معها.

كما سئم التونسيون من متابعة الصراع داخل "نداء تونس"، الشيء الذي أرهق المتابعين فلم يعودوا قادرين على التمييز بين شق طوبال وشق السبسي، ومن الموالين أو المعارضين وسط ذهول مما يعانيه الحزب الحاكم الذي يتزعم رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة، قبيل تكوين حزب "تحيا تونس".