العاهل الأردني: ملتزم بواجبي تجاه أمن ومستقبل القدس

العاهل الأردني: ملتزم بواجبي تجاه أمن ومستقبل القدس

29 مارس 2019
+ الخط -
قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الجمعة، إنه "ليس هناك ما هو أهم في يومنا هذا من العمل من أجل حماية القدس"، مضيفاً: "كوني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فإنني ملتزم التزاماً خاصاً وشخصياً بواجبي تجاه أمن ومستقبل المدينة المقدسة".

وأضاف ملك الأردن في كلمة خلال تسلمه جائزة مصباح السلام لعام 2019، في مدينة أسيزي الإيطالية، وذلك "تقديراً لجهوده في توظيف حوار الأديان والوئام كأداة إيجابية في ساحة العمل الدولي والدبلوماسي لتعزيز السلام والعيش المشترك"، أن "دور الأردن يرتكز في المجتمع الدولي على التزامه الراسخ بالوئام والسلام، ويتمثل ذلك في حربنا على الإرهاب والكراهية على مختلف الصعد ضمن نهج شمولي، وفي مساعينا للتوصل إلى حلول فاعلة للأزمات العالمية والإقليمية، وفي جهودنا المستمرة للتوصل إلى حل دائم للقضية المركزية في المنطقة، وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على خطوط 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيلية تعترف بها الدول العربية والإسلامية حول العالم كجزء من المنطقة".

وأضاف: "يساهم الأردن بشكل فاعل في عمليات الترميم التاريخي لأهم الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك كنيسة القيامة. كما تربط أواصر المحبة والحرص مليارات المسلمين والمسيحيين حول العالم بالمدينة المقدسة؛ ولا بد أن تكون القدس كمدينة مقدسة رمزاً للسلام يجمعنا ويوحدنا".

وتابع: "في هذا اليوم، وفي جميع أنحاء العالم، يجتمع الملايين من المسلمين ليؤدوا صلاة الجمعة، كما اجتمع المسلمون في نيوزيلندا قبل أسبوعين ليقفوا بين يدي ربهم آمنين خاشعين في بيوت الله. وفي هذه الجمعة، كما في كل يوم، وكما في كل صلاة من صلواتنا الخمس، فإننا ندعو إلى السلام".

وقال إن "مبادئ العيش المشترك والوئام بين الأديان جزء أصيل من تراث الأردن؛ الذي مثّل عبر التاريخ وطناً راسخاً للمجتمعات المسيحية، يتعاون ويتشارك فيه مواطنوه في بناء أمة واحدة قوية، وما زال المسيحيون، منذ آلاف السنين، جزءاً لا يتجزأ من نسيج مجتمعات الشرق الأوسط، ولهم دور محوري في مستقبل منطقتنا".

ومضى قائلاً: "علينا جميعاً أن ندرك أن تأمين الوقود اللازم لإدامة هذا النور هو مهمتنا جميعاً، وأن وقود السلام العالمي هو الاحترام والتفاهم المتبادلان. ولهذا، فإن تسلمي مصباح السلام من شخص بذل جهوداً كبيرة في سبيل تحقيق التفاهم والاحترام بين الشعوب، الصديقة العزيزة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، هو أمر له مكانة خاصة لديّ".

وشدد على أن "تضافر جهودنا هو السبيل الوحيد الذي سيمكّن الإنسانية من التصدي للتحديات الخطيرة التي تواجهنا الآن، وفي مقدمتها الوصول إلى حلول للأزمات العالمية، والمحافظة على بيئة كوكبنا، وضمان أن يكون لكل واحد منّا، خاصة شبابنا، نصيب من الفرص والأمل".

وتُمنح جائزة مصباح لشخصيات عالمية، بحسب القائمين عليها، تقديراً لجهودهم في تعزيز السلام والعيش المشترك، إذ تم منحها للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العام الماضي، كما مُنحت لرئيس كولومبيا السابق الحائز جائزة نوبل للسلام، خوان مانويل سانتوس من قبلها.

وأُسست جائزة مصباح السلام عام 1981، ونالها العديد من القادة الدينيين والسياسيين، كان أبرزهم الرئيس البولندي السابق ليخ فاونسا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والبابا فرانسيس، والبابا يوحنا بولص الثاني، والدالاي لاما، والأم تيريزا.