الجيش العراقي والبشمركة يتحالفان لمحاربة خلايا "داعش"

الجيش العراقي والبشمركة يتحالفان لمحاربة خلايا "داعش"

09 فبراير 2019
+ الخط -
اتفقت قيادات الجيش العراقي مع قوات البشمركة الكردية، على إعادة التعاون والتنسيق العسكري بينهما لمحاربة خلايا "داعش" الإرهابية، في المناطق المختلف عليها بين بغداد وأربيل، بينما أثار الاتفاق مخاوف مكونات كركوك من نتائجه على استقرار المحافظة.

وأجرت قيادات من الجانبين، الأسبوع الفائت، حوارات مكثّفة لبحث عودة البشمركة إلى المناطق المختلف عليها ومنها كركوك، بحسب مصادر أكدت لـ"العربي الجديد"، حينها، أنّ الجانبان اقتربا من التفاهم.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاجتماعات التي عقدت بين الجانبين، انتهت بالتوافق على إعادة العمل العسكري المشترك بالتصدي لخلايا داعش"، مبينا أنّ "التعاون العسكري سيتركز على المناطق المختلف عليها بين بغداد وأربيل، في جميع المحافظات ومنها كركوك".

وأوضح، أنّ "التنسيق العسكري سيتم وفق رؤية يحدّدها الجيش العراقي، الذي سيمسك زمام القيادة العسكرية في تلك المناطق، وأنّ البشمركة ستكون قوة ساندة لها، وتعمل تحت إمرتها"، مبينا أنّ "الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بعد أن يتم الاستعداد الكامل لتطبيقه، وإنهاء بعض الإجراءات اللوجستية".

وضغطت حكومة كردستان العراق على بغداد، خلال الفترة الأخيرة، لإعادة قواتها (البشمركة) الى المناطق المختلف عليها، مستغلة أزمة تشكيل الحكومة، وحاجة بغداد إلى اتفاق مع الجانب الكردي للتصويت على مرشحي الحقائب الشاغرة.

من جهته، قال القيادي في "الحزب الديموقراطي الكردستاني"، كاوة محمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة العراقية الحالية المتمثلة برئيسها عادل عبد المهدي، بدت أكثر رغبة وتجاوبا بحل الأزمات بين بغداد وأربيل، وأنّ تحركاتها بهذا الاتجاه جيدة"، مبينا أنّ "الاتفاق بشأن التعاون العسكري، سيصب بصالح المناطق المختلف عليها، خاصة وأنّ قوات البشمركة لديها خبرة كبيرة ودراية بطبيعة تلك المناطق جغرافيا ولوجستيا، كونها قاتلت فيها التنظيم لفترات طويلة".

وأشار إلى أنّ "إخراج البشمركة من تلك المناطق كان بقرار سياسي خاطئ، لم يراع الجانب الأمني، وأنّ عودتها لضبط الأمن فيها سيكون بقرار عسكري وفقا للحاجة لوجودها هناك"، مبينا أنّ "البشمركة قوة نظامية، وستتعاون مع الجيش العراقي وفقا للأطر العسكرية الثابتة ولن تخرج عنها".

وتواجه الاتفاقات بين الجيش والبشمركة، رفضا من مكونات كركوك، والتي عدّتها صفقات سياسية تجري على حساب المحافظة، وقال عضو المجلس العربي في كركوك، أمجد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، "لا يمكن القبول بعودة البشمركة إلى كركوك حتى وإن كانت بعدد قليل، وعلى بغداد ألا تساوم على ملف المحافظة".

وأكد أنّ "القوات الأمنية أثبتت قدرة على ضبط أمن المحافظة، ولا حاجة لإشراك البشمركة في هذا الملف"، داعيا إلى "عدم فرض الأجندات السياسية على كركوك، لما له من تداعيات على استقرار المحافظة".

وتسيطر القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" على المناطق المختلف عليها، منذ استفتاء كردستان العراق الذي جرى نهاية سبتمبر/ أيلول 2017، وما تبعه من أحداث أجبرت البشمركة الكردية على الخروج من تلك المناطق.