تونس: قيس سعيد يختار حراسه الجدد

تونس: قيس سعيد يختار حراسه الجدد

31 أكتوبر 2019
+ الخط -
تولّى رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، تغيير القيادات الأمنية المكلفة أمنه الشخصي وتأمين عائلته والقصر الرئاسي، لينهي مهامّ الطاقم الذي عمل مع كل من الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، والرئيس المؤقت محمد الناصر.
واختار سعيد شخصيات جديدة ذات تكوين عسكري ولها باع وذراع في مكافحة الإرهاب، بعد ساعات من تعيين مستشارين جدد في القصر ضمن ديوان الرئيس الجديد.

وأنهى سعيد مهام المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية والمدير العام لأمن رئيس الدولة رؤوف مرادع، الذي تحصل، منذ أسابيع، على وسام الجمهورية من الصنف الثاني من قبل الناصر.

ويخلف مرادع على رأس الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة، وفق بيان للإدارة العامة نشر على صفحتها الرسمية، اليوم الخميس، العميد خالد اليحياوي ذو التكوين العسكري، قبل أن يلتحق بسلك أمن الرئيس سنة 1998.
ومنذ التحاقه بالسلك، تدرج اليحياوي في المهام ضمن أمن الرئاسة ليلتحق بالفوج الوطني لمكافحة الإرهاب، وينضم إلى القوات الخاصة في هذا الاختصاص. وقبل تعيينه على رأس إدارة أمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية، شغل اليحياوي خطة مدير إدارة المرافقات والقوات الخاصة.

وتعد قوات أمن الرئيس والشخصيات ذات دور محوري، في تأمين الرئيس وعائلته في القصر الرئاسي، أو خلال تحركاته داخل البلاد وخارجها، وهو سلك عرف عنه الانضباط، استُحدِث بمقتضى القانون عدد 1988، وهو قوة خاصة مسؤولة عن أمن الرئيس والشخصيات الرسمية والقصور والإقامات الرئاسية، ويخضع مباشرة لسلطة رئيس الجمهورية.

ولم يشهد هذا السلك ارتباكاً في فترة الثورة التونسية 2011، مواصلاً تأمينه للرؤساء والشخصيات الرسمية بنسق عادي، في ظل محاكمة مديره العام علي السرياطي في قضايا متعلقة بالتآمر على أمن الدولة الداخلي.

ورغم ما وجهته شخصيات سياسية، في أواخر سنة 2018، من اتهامات للمدير العام لأمن رئيس الدولة السابق رؤوف مرادع، ومحاولتها الزج به في قضايا متعلقة بالانقلاب على الباجي قائد السبسي، اكتفت الإدارة بالتوضيح، حينها، أنّ "زمن الانقلابات الناعمة والخشنة وانقلابات الشهادات الطبية قد ولى"، مؤكدة "التصدي لكل محاولات الزج بهذا الجهاز في تجاذبات سياسية".

من جانبه، اعتبر المحلل والكاتب الصحافي محمد بوعود، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه التغييرات على رأس إدارة أمن الرئيس "تبدو عادية، إذ تندرج في إطار تثبيت أقدام الرئيس الجديد في القصر".

ولفت بوعود، إلى أنّ "تعيين اليحياوي، ومن قبله الحامدي، تحمل نظرة وقائية واستباقية من حيث تعزيز الإطار الأمني والعسكري حول الرئيس، باعتبار انعدام الثقة ربما في الطاقم السابق، وهي اختيارات تبدو موضوعة من قبل مستشاري الرئيس، نظراً لأنّ سعيد لا يعرف هذه المفاصل الهامة ومكانتها وولاءاتها"، بحسب قوله.

ورجح المحلل والكاتب الصحافي أنّ "إبعاد مرادع يعود في جانب منه إلى ما عرف عنه من ولاء وقرب للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، إذ كان من بين الشخصيات القليلة والمعدودة التي لازمته منذ توعك صحته إلى وفاته، فيما لم يتمكن وزراء وشخصيات سياسية حتى من زيارته ولقائه، إضافة إلى قربه أيضاً من أبناء جهته، مستشار قائد السبسي الحبيب الصيد، ووزير الدفاع المعفى من مهامه عبد الكريم الزبيدي".