أقدم حزب معارض في الجزائر يدعو لمقاطعة انتخابات الرئاسة

أقدم حزب معارض في الجزائر يدعو لمقاطعة انتخابات الرئاسة

25 يناير 2019
+ الخط -


دعا "حزب جبهة القوى الاشتراكية"، وهو أقدم حزب سياسي معارض في الجزائر، مساء الجمعة، إلى مقاطعة التصويت في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 18 إبريل/ نيسان المقبل، وأعلن قراره عدم المشاركة في هذه الانتخابات، بسبب "عدم توفر شروط النزاهة الانتخابية".

وحسم المجلس الوطني للحزب موقفه بإعلان قرار المقاطعة بسبب ما يعتبره غياب "شروط إجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة وشفافة، غير متوفرة على بعد ثلاثة أشهر من الاستحقاق الانتخابي الرئاسي".

وقرر الحزب الذي تأسس عام 1963 على يد الزعيم الثوري حسين آيت أحمد "عدم تقديم أي مرشح باسمه، وعدم مساندة أي مرشح آخر"، مشيراً في بيانه إلى أن "المشاركة في هذه الانتخابات تعطي مصداقية لواجهة ديمقراطية مزيفة"، معتبراً أن الانتخابات مغلقة ومحسومة مسبقاً لصالح مرشح النظام".

كذلك دعا إلى مقاطعة كبيرة وسلمية لهذه الانتخابات التي تهدف إلى "الإبقاء على نظام متسلط وقامع للحريات"، متهماً السلطة بالاستمرار في تزوير الانتخابات، إذ إن "الشعب الجزائري يعلم أن الإدلاء بصوته لن يغير شيئا، فالنتائج الرسمية لا تمثل إطلاقا المستوى الحقيقي للمشاركة، التي ستستهدف فقط بفعالية وبشكل مكثف وسلمي لإدامة نظام استبدادي وتحرري.

وطالب القوى السياسية والمدنية الحية في الجزائر بمواصلة النضال من أجل "فرض نظام ديمقراطي واجتماعي، ووضع حدّ للنظام الحالي المناهض للديمقراطية، وانتخاب جمعية وطنية تأسيسية، تمهد للجمهورية الثانية".

ونشر الحزب نداء تعبئة إلى الجزائريين لمقاطعة سلمية للانتخابات، تكون تعبيراً ضد إخفاق النظام السياسي الذي يحكم البلاد عبر انقلاب تم في أعقاب الاستقلال منذ نصف قرن في تحقيق الرفاه والتنمية والديمقراطية للجزائريين، في مقابل تزايد المشاكل الاجتماعية وهروب النخب والأطباء والمهندسين والأكاديميين، وموجة هجرة الشباب والعاطلين عن العمل على متن قوارب الموت، ولا تعرف البلاد أي حريات أو أمن أو أمل في مستقبل أفضل.

وجبهة القوى الاشتراكية هو ثالث حزب يتجه إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، إذ كانت الأمينة العامة لحزب العمال اليساري لويزة حنون قد دعت قيادة حزبها إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة، على أن يتخذ قراره النهائي في الأسبوع المقبل، وأمس الأربعاء دعا حزب جيل جديد المعارض إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، في حال قرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية رئاسية خامسة.

وهذه المرة الرابعة التي يعلن فيها حزب جبهة القوى الاشتراكية مقاطعة الانتخابات الرئاسية، بعد مقاطعته انتخابات 2004 و2009 و2014، وكانت آخر مشاركة للحزب في انتخابات عام 1999، عندما قرر الحزب تقديم زعيمه التاريخي حسين آيت أحمد كمرشح عنه في منافسة مرشح السلطة حينها عبد العزيز بوتفليقة، لكن آيت أحمد انسحب مع خمسة مرشحين آخرين يوم الاقتراع، بسبب ما اعتبروه تدخل الإدارة وتزوير الانتخابات لصالح المرشح بوتفيلقة.

ويعتقد مراقبون أن قرار القوى الاشتراكية مقاطعة الانتخابات المقبلة هو قرار ينسجم مع الحالة الداخلية التي يعيشها الحزب، وعدم وجود أي كادر أو شخصية قيادية في الحزب يمكن ترشيحها.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي مروان لوناس لـ "العربي الجديد" "إن دوافع هذا القرار مردها التناحر الداخلي، مع استمرار حالة الانطواء على الذات بعد رحيل الزعيم، ولم يعد له ما يقدمه للانتخابات في حجم الرئاسيات"، إذ يشهد الحزب صراعات داخلية حادة أدت إلى إقصاء عدد من قياداته.