الجيش الجزائري يعرض على المسلحين صفقة "العفو مقابل السلاح"

الجيش الجزائري يعرض على المسلحين صفقة "العفو مقابل السلاح"

26 يونيو 2018
+ الخط -

عرض الجيش الجزائري صفقة عفو على مسلحين ما زالوا ينشطون في صفوف الجماعات الإرهابية، إذ دعا قائد عسكري رفيع المسلحين إلى وقف العمل المسلح وتسليم أنفسهم مقابل الاستفادة من العفو.  

وقال قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد، الثلاثاء، خلال إشرافه على مناورة عسكرية في منطقة وهران غرب الجزائر، إن "القيادة العليا للجيش تجدد نداءها إلى أولئك الذين ضلت بهم السبل كي يعودوا إلى جادة الصواب ويرجعوا إلى أحضان عائلاتهم وشعبهم ووطنهم".

ويقصد قائد الجيش بعودة المسلحين "إلى أحضان عائلاتهم" باستفادتهم من تدابير العفو التي يتضمنها قانون السلم والمصالحة الوطنية الذي صدر باستفتاء شعبي في سبتمبر/ أيلول 2005، وكان يفترض أن يمنح العفو للمسلحين الذين يسلمون أنفسهم قبل انتهاء الآجال المعلنة قانونا للعمل به في مارس/ آذار 2006، لكن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سمح بالاستمرار في تطبيق تدابيره حتى الوقت الحالي.   

وثمّن المسؤول العسكري الجزائري الجهود الناجحة للجيش في مجال "استرداد الإرهابيين وإقناعهم بالعدول عن العمل المسلح"، وقال: "نشيد بجهود الجيش التي أثمرت في المدة الأخيرة نتائج معتبرة، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب الذي عرف تزايد عدد الإرهابيين الذين تخلوا عن أعمالهم الإجرامية وسلموا أنفسهم للسلطات العسكرية".

وخلال أسبوع واحد، سلم 14 مسلحا أنفسهم لقوات الجيش في منطقة تمنراست جنوب الجزائر قرب الحدود مع شمال مالي. ومنذ بداية شهر يناير/ كانون الثاني من العام الحالي 2018، بلغ عدد المسلحين الذين سلموا أنفسهم لقوات الجيش 64، بينهم 10 من عائلة واحدة سلموا أنفسهم في 26 إبريل/ نيسان في منطقة جيجل شرق الجزائر، بينهم نساء.

وتبدو هذه الحصيلة جد مهمة مقارنة بحصيلة السنوات الأخيرة، حيث كان 30 مسلحا فقط قد سلموا أنفسهم لقوات الجيش خلال السنة الماضية 2017، لكن اللافت أن أغلب المسلحين الذين سلموا أنفسهم هذه السنة كانوا ينشطون في منطقة الجنوب وقرب الحدود مع مالي والنيجر.

وتشير معلومات نشرها "العربي الجديد" في وقت سابق إلى أن السلطات العسكرية الجزائرية أجرت اتصالات عبر وسطاء مع المسلحين لإقناعهم بالاستسلام، كما أنها قد تكون توصلت إلى تفاهمات مع الجيش المالي والفرنسي الذي يشرف على عمليات عسكرية لملاحقة المجموعات المسلحة في منطقة شمال مالي القريبة من الحدود مع الجزائر، بشأن فتح ممرات آمنة للمسلحين الجزائريين للعودة من مناطق التوتر وتسليم أنفسهم.

ويفسر تزايد عدد المسلحين الذين سلموا أنفسهم للجيش في الجنوب تزايد عدد مخابئ السلاح التي كشفتها قوات الجيش، إذ عثرت فيها على كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة، بينها أسلحة ثقيلة وقاذفات صواريخ.