الحكيم يهاجم البرلمان العراقي على خلفية قراراته بشأن الانتخابات

الحكيم يهاجم البرلمان العراقي على خلفية قراراته بشأن الانتخابات

16 يونيو 2018
+ الخط -

شنّ رئيس "التحالف الوطني" الحاكم في العراق عمار الحكيم، اليوم السبت، هجوماً شديد اللهجة، على مجلس النواب العراقي الذي وصفه بـ"البرلمان المتعسف"، معتبراً أنّ "خيار الأغلبية يمثل الحل الواقعي والمقبول لإشكاليات النظام السياسي".

وقال الحكيم، خلال خطبة العيد التي ألقاها أمام جمع من أنصاره في بغداد، إنّ "البرلمان عقد جلسة استثنائية مفتوحة حضرها بعض أعضائه الذين لم يفز معظمهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأجرى تعديلاً على قانون للانتخابات مشكوك في دستوريته"، مضيفاً أنّ البرلمان "شرع خطوات تعسفية وصادمة انحاز من خلالها إلى بعض الأطراف، بدلا من قيامه بإيجاد حلول للأزمة السياسية".

وصوّت البرلمان العراقي، قبل أسبوع، على تعديل قانون الانتخابات، وقرر الموافقة على تقرير لجنة تقصي الحقائق البرلمانية الذي أوصى بإعادة العد والفرز يدوياً، وإلغاء انتخابات النازحين والخارج، في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو/أيار الماضي.

كما ألغى البرلمان مواد قانون الانتخابات المتعلقة بالعد والفرز الإلكتروني، واستبدلها بمواد تدعو إلى العد والفرز اليدوي لجميع نتائج الانتخابات، وقرّر انتداب تسعة قضاة من أجل الإشراف على عملية العد والفرز، بدلاً عن مفوضية الانتخابات.

وطالب الحكيم، المحكمة الاتحادية بـ"الإسراع بالنظر في الطعون المقدمة بشأن نتائج الانتخابات من أجل الخروج من الأزمة الحالية، وإصدار حكمها البات لإعادة الأمور إلى سياقاتها القانونية الطبيعية"، داعياً إلى تشكيل حكومة من التكنوقراط المتخصص المستقل أو السياسي.

ورأى أنّ "الأغلبية تمثل حلاً واقعياً ومقبولاً لبعض إشكاليات النظام السياسي"، معتبراً أنّ "نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات، وطبيعة الفائزين، أمور عبرت عن رسالة الغضب الديمقراطي"، بحسب قوله.

يُشار إلى أنّ "تيار الحكمة" الذي يتزعمه الحكيم، كان قد وقع، في 7 يونيو/حزيران الحالي، اتفاقاً مع تحالفي "سائرون" التابع لتيار مقتدى الصدر، و"الوطنية" الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، بشأن تشكيل حكومة "أبوية" تضم الجميع.

بيد أنّ هذا الاتفاق لم يرتق إلى مرحلة التحالف، وفقاً لعضو في "تيار الحكمة"، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "جميع الخيارات مفتوحة"، مؤكداً أنّ تياره "على مسافة واحدة من الجميع".

وأوضح أنّ "تيار الحكمة سيتحالف مع الكتلة الأكبر التي ستكون قادرة على تقديم برنامج وطني يحقق الاستقرار للبلاد"، مشيراً إلى أنّ "أي طرف لم يتمكّن لغاية الآن من جمع نصاب الكتلة الأكبر البالغ 165 نائباً".

وفي سياق متصل، أعلن "ائتلاف الوطنية"، عن تأييده لدعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى عقد اجتماع بعد العيد يجمع قادة القوى السياسية، داعياً، في بيان، إلى الإسراع بحسم التحقيقات المتعلقة باتهامات التلاعب والتزوير في الانتخابات البرلمانية.

وشدد الائتلاف على "ضرورة مشاركة الأحزاب الكردية في اللقاء الوطني الذي دعا إليه العبادي"، معتبراً أنّ "الحاجة أصبحت ملحة لحسم جميع الملفات من أجل بدء المرحلة التي تليها، والتي تتمثل بمشاورات الاتفاق على الشكل العام للبرنامج الحكومي من خلال الحوار الوطني".

وكان العبادي قد أطلق، الخميس الماضي، دعوة لعقد اجتماع على مستوى عال من أجل الإسراع بحسم مسألة الاستحقاقات الدستورية في العراق.