مركزيات الأحزاب التونسية تحتج على التحالفات المحلية في البلديات

مركزيات الأحزاب التونسية تحتج على التحالفات المحلية في البلديات

08 مايو 2018
+ الخط -
أثار إعلان تحالف محلي، يجمع ممثلين عن قوائم أحزاب "النهضة" و"نداء تونس" و"الحراك" ببلدية سيدي علي بن عون بمحافظة سيدي بوزيد، حفيظة قيادات الأحزاب وخلافات داخلية عكسها رفض مركزية الأحزاب السريع قرارات قواعدها.

وسارع عماد الدايمي، أمين عام حزب "حراك تونس الإرادة"، الذي يتزعمه الرئيس السابق المنصف المرزوقي، إلى التنصل من هذا التحالف، الذي اعتبره "اجتهادا غير ملزم لقيادة الحزب التي ترفض قطعيا أي تحالف مع منظومة الحكم السابق".

وبيّن الدايمي، في بيان له، أن "الاتفاق المبدئي لممثل قائمة "حراك تونس الإرادة" في إحدى بلديات محافظة سيدي بوزيد مع ممثلي قائمات منافسة بخصوص تحالف محلي لإدارة الشأن البلدي في مجلسهم المنتخب، لا ينسجم مع التوجهات العامة للحزب، التي تقضي بعدم إقامة تحالفات سياسية مع الأطراف الممثلة للمنظومة القديمة، وبالتالي تم التخلي عنه فورا".

وأكد أن حزب "الحراك" يعطي أهمية كبيرة لمناضليه في المحليات لـ"تقدير تموقعهم في المجالس البلدية من أجل خدمة المواطنين وإنجاح تجربة الحكم المحلي، على أساس التشاور مع قيادة الحزب بناء على ضوابط صارمة في احترام الخط السياسي للحزب والالتقاء مع الذين يتقاطعون مع برنامجه الانتخابي المرتكز على التشاركية والحوكمة والشفافية ومقاومة الفساد".

وأعلن عبد السلام الخليفي، ممثل "حراك تونس الإرادة" في سيدي علي بن عون، عن انسحابه من التحالف الثلاثي والتزامه بقرار الحزب وتوجهاته وخياراته الكبرى، و"التمسك أيضا بخدمة مصلحة المنطقة من دون أي حسابات ضيقة"، على حد تعبيره. 

بدورها، انتفضت التنسيقية الجهوية لحركة "نداء تونس" بسيدي بوزيد ضد هذا الاتفاق، الذي اعتبرته القيادة المركزية للحزب "هجينا وغريبا".

وقال رئيس تنسيقية النداء، السيد الهاني، إن "هذا القرار لا يلزمنا وسنتخذ الإجراءات اللازمة في الغرض"، بحسب بلاغ صادر عن التنسيقية.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم حزب "نداء تونس"، منجي الحرباوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "لا وجود لأي تحالف مع أي طرف كان"، مشددا على أن "هناك أطرافا تدفع بقوة لفرض تحالف مع حزب "النهضة" وإعادة المشهد إلى المربع الأول".

وبيّن الحرباوي أن "المشهد البلدي مختلف عن التشريعي، وكذلك النتائج مختلفة بين الاستحقاقين، حيث أفرزت الانتخابات فسيفساء بين الأحزاب والمستقلين، ولم تعط أغلبية إلى أي حزب، مما يجعل من الفائزين أصحاب القرار الفعلي في إدارة شؤون المجالس البلدية المنتخبة".

واعتبر المتحدث باسم "نداء تونس" أن التحالف المعلن عنه في بلدية سيدي علي بن عون بين حركة "النهضة" و"نداء تونس" و"حراك تونس الارادة" ليس تحالفا رسميا، مؤكّدا أن "الحزب يضع اليوم في مقدمة أولوياته تنفيذ برنامجه الانتخابي وتحقيق الوعود الانتخابية في المناطق البلدية التي فاز فيها بثقة الناخبين".

من جانبه، علق عماد الخميري، المتحدث الرسمي باسم "النهضة"، بقوله إن "التحالفات ليست اختيارا بقدر ما هي قاعدة للعمل فرضه القانون الانتخابي"، مشيرا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "المهم هو تحقيق مصلحة الوطن، وضمان أن تكون المجالس البلدية المنتخبة مستقرة وناجعة وفاعلة لخدمة البلاد وتحسين أوضاع المواطنين".

ولفت الخميري إلى أن "نتائج الانتخابات البلدية تؤكد ضرورة المواصلة في المزيد من التوافقات والحوار بين كل الأطراف السياسية".